سوريا تنتظر دعما فرنسيا للسلام والشراكة مع أوروبا

دمشق-محمد الخضر
وتأكيدا لذلك طلب رئيس الحكومة السورية ناجي عطري من وزرائه التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة المجمدة أوروبيا. كما اعتبر محللون أن علاقات دمشق وباريس وضعت على الطريق الصحيح.
وفي هذا الإطار يذهب رئيس جمعية الصداقة السورية الفرنسية السابق د. باصيل دحدوح إلى أن دمشق بحاجة ماسة للتعاون مع دولة كبرى بحجم فرنسا.
كما اعتبر أن العلاقات مع فرنسا تعني ببساطة الانفتاح على الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا، مع ما يملكه من إمكانات هائلة.
وقد توترت علاقات دمشق بباريس منذ اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في فبراير/ شباط عام 2005. كما أدت الضغوط السياسية إلى شبه مقاطعة أوروبية لدمشق، كما جمد مشروع الشراكة السورية الأوروبية.
وأكد دحدوح أن لفرنسا مصالحها التي تضررت جراء ما وصفه بالموقف المتشنج لإدارة الرئيس جاك شيراك من بلاده, لكنه رأى أن الظروف الجديدة وفهم الإليزيه لمواقف دمشق يعبد الطريق أمام علاقات يجب استثمارها لدفع مسيرة التنمية في سوريا.

دعم المفاوضات
كما يرى عضو مجلس الشعب السوري د. نصر الدين خير الله أن آفاق التعاون تتمحور حول دعم فرنسي لعملية السلام الجارية حاليا بوساطة تركية.
وقال خير الله للجزيرة نت إن الفرنسيين مؤهلون للقيام بأدوار كبيرة، ورعاية تلك العملية بفضل حجمهم الدولي وعلاقاتهم الوطيدة بطرفي الصراع.
وأضاف "هناك تعاون آخر ينتظر الانطلاق يتمثل بالتعاون الاقتصادي عبر عودة شركات النفط للتنقيب في سوريا فضلا عن التعاون في دعم الإصلاح الإداري الذي كان الفرنسيون بدؤوا به قبل الأزمة عام 2005".
وعلى الصعيد الاقتصادي أدى تقارب البلدين إلى الإعلان عن زيارة قريبة لرئيس مجموعة توتال النفطية الفرنسية إلى دمشق لبحث تفعيل التعاون بين الجانبين، فيما أعيد الحديث عن إمكانية تعاقد مؤسسة الطيران السورية على شراء نحو ست طائرات إيرباص بعد تعثر صفقة سابقة بهذا المجال.
الاتحاد الأوروبي
بدوره أشار عضو مجلس الشعب خالد العبود إلى أهمية الدور الذي قد تلعبه فرنسا بتوطيد علاقات دمشق مع الاتحاد الأوروبي، خاصة عندما تقدم باريس شهادة إيجابية لصالح سوريا على المستوى الاقتصادي والاستثماري باعتبارها البوابة للمنطقة.
واعتبر العبود أن التأسيس الاقتصادي والاستثماري سيضمن ويؤمن مناخا متقدما لجملة مصالح فرنسية وأوروبية، الأمر الذي يضع سوريا على قائمة الأولويات الأوروبية.
في الوقت نفسه تخطط حكومة دمشق لجذب مليارات الدولارات للاستثمار لإنعاش الاقتصاد الذي يعاني مصاعب كبيرة، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والظروف المناخية القاسية.