دعوات في موريتانيا لهبة شاملة لمساندة السودان

أمين محمد-نواكشوط
تصاعدت الثلاثاء في موريتانيا وتيرة التضامن مع السودان ورئيسه عمر حسن البشير بعيد إصدار المدعى العام في المحكمة الجنائية الدولية مذكرة تطالب بتوقيفه، إثر اتهامه له بـ"اقتراف جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة في إقليم دارفور غرب السودان".
ونددت سبعة أحزاب موريتانية بالمذكرة واعتبرتها تطورا جديدا في مسلسل "الإهانة والإذلال الذي تتعرض له الشعوب العربية والإسلامية" وتحديا لمشاعر وكرامة كل أحرار العالم.
وقالت الأحزاب في بيان أصدرته اليوم عقب مؤتمر صحفي لها إن التطورات الأخيرة أوضحت بجلاء أن المستهدف اليوم بات هو السودان بثرواته الطبيعية وموقعه الإستراتيجي ونظامه الوطني الذي "رفض المساومة والدخول في صفقات مهينة تنتقص من سيادة البلد، وتنتهك حرماته".
وتساءلت الأحزاب في بيانها عن صمت محكمة الجنايات الدولية إزاء "تدمير العراق وإبادة مليونين من أبنائه بدم بارد" وصمتها إزاء "مذابح" الشعب الفلسطيني واللبناني، منددة بشدة بما تصفه بـ"ازدواجية وقحة" تحاول أن تتحكم في مصائر الأمم والشعوب.
" الأحزاب تساءلت عن صمت محكمة الجنايات الدولية إزاء "تدمير العراق وإبادة مليونين من أبنائه بدم بارد" وصمتها إزاء "مذابح" الشعب الفلسطيني واللبناني " |
وقالت رئيسة حزب الأمل الموريتاني والمتحدثة باسم هذه الأحزاب تحيى بنت لحبيب للجزيرة نت إن مذكرة محكمة الجنايات الدولية ضد السودان ورئيسه تمهد في الغالب لعدوان مباشر، يهدف لإحكام السيطرة الصهيونية والأميركية على السودان وخياراته السياسية والإستراتيجية.
وأضافت أن إصدار مذكرة تطالب باعتقال رئيس دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة هو السيناريو ذاته الذي "شاهدناه في العراق حين احتل ودمر واغتيلت رموز نظامه الوطني، أو أودعت غياهب السجون" مشيرة إلى أنه سيناريو قابل للاستمرار والتعميم كل ما أرادت "قوى الشر العالمي بقيادة الأميركي المتصهين أن تنفذ جزءا من مشروعها الاستعماري الكوني وعقيدته التلمودية".
والأحزاب السبعة هي التحالف الشعبي التقدمي الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب الموريتاني مسعود ولد بلخير، وحزب الاتحاد والتغيير الموريتاني الذي يتزعمه النائب البرلماني صالح ولد حننا، وحزب الصواب بزعامة عبد السلام ولد حرمة، والحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي برئاسة محفوظ ولد اعزيزي، وحزب الأمل الموريتاني برئاسة تحيى بنت لحبيب، وحزب حركة الديمقراطية المباشرة برئاسة أعمر ولد رابح، والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة اسلك ولد الرباني.

هبة شاملة
وكان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) ذو التوجه الإسلامي قال في بيان أصدره في المناسبة إن الشعب السوداني وحكومته يتعرضان في الوقت الحاضر لهجمة غربية تستهدف وحدة السودان وسلامته.
وشدد الحزب الممثل في البرلمان الموريتاني بخمسة نواب على ضرورة القيام بوثبة جديدة للتضامن مع السودان وطنيا وعربيا وأفريقيا وإسلاميا، لأن "مسلسل استهداف الأمة متواصل، فبعد فلسطين والعراق وأفغانستان يأتي السودان والصومال وغدا البقية" كما ورد في بيان الحزب.
ووصف الحزب ما يجري بأنه "كيد جديد تستعمل محكمة الجنايات الدولية وسيلة له".
كما أعلن التجمع الثقافي الإسلامي -وهو تنظيم إسلامي شعبي- دعمه ووقوفه إلى جانب "السودان الشقيق" داعيا ما وصفها بالجهات المعادية "إلى تغليب الحكمة والحفاظ على لغة السلم الدولي، والابتعاد عن ما يثير الشعوب ويخلق جو العداوة بين الأمم ويعتبر تدخلا سافرا في شؤون دولة مستقلة".
وقال إن تلك الاتهامات السافرة تأتي بعد أن نجح السودان في زرع الوئام بين فئات شعبه، وبعد أن بذل كل الجهود من أجل خلق جو التفاهم بين مختلف الفرقاء، وبعد أن تحول السودان إلى ورشة للبناء والتنمية.