تصعيد كرزاي يؤجج باكستان حكومة ومعارضة ضده

16/7/2008
اتهام الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باكستان وأجهزة استخباراتها بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف السفارة الهندية في كابل الأسبوع الماضي أحدث هزة كبيرة في علاقات البلدين.
ووضع هذا الاتهام العلاقات الباكستانية الأفغانية في مهب الريح ووصفت إسلام آباد الاتهامات بالعارية عن الصحة فيما راحت المعارضة تطالب كرزاي بالدليل إن وجد.
ويعد اتهام كرزاي المباشر والصريح هو الأول من نوعه وأكد فيه أن المخابرات العسكرية الباكستانية هي من دبرت الهجوم على السفارة الهندية، وأبعد من ذلك راح كرزاي يتهم جهاز المخابرات (الأي إس إي) الباكستاني بالمسؤولية عن الكثير مما سماها أعمال العنف والإرهاب التي تسود أفغانستان.
من جانبها أصدرت الخارجية الباكستانية بيانا ردا على تصريحات كرزاي قالت فيه إنها ترفض الادعاءات الأفغانية واصفة إيها بالعارية عن الصحة، وأضاف البيان أن لعبة اللوم التي تمارسها كابل ولهجة التصعيد التي تنتهجها من شأنها أن تضر بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما أسفت إسلام آباد لتعليق كابل كافة اللقاءات الثنائية بين مسؤولي البلدين.

تقديم الدليل
أما المعارضة التي يمثلها الآن حزب الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم الموالي للرئيس مشرف فقد رفضت هي الأخرى ادعاءات كرزاي وطالبته بتقديم الدليل والإثبات على ما يقول.
ففي حديثه مع الجزيرة نت وفي إطار الرد على تصريح الرئيس الأفغاني قال الأمين العام لحزب الرابطة مشاهد حسين "إذا كنا نحن ضحية للإرهاب وقد قتل الآلاف من جنودنا في مناطق القبائل على يد نفس العدو فكيف يمكن لأجهزة باكستان الاستخباراتية أن تفعل ما يتهمها به كرزاي؟" وشدد حسين على أن "كرزاي يتخذ من باكستان كبش فداء ليواري فشل حكومته".
كما كشف حسين عن مطالبة حزبه الحكومة بعقد جلسة طارئة للبرلمان من أجل التوصل لإجماع وطني بشأن الحرب على ما يسمى الإرهاب قبل لقاء مزمع بين رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن نهاية الشهر الجاري.
كما كشف حسين عن مطالبة حزبه الحكومة بعقد جلسة طارئة للبرلمان من أجل التوصل لإجماع وطني بشأن الحرب على ما يسمى الإرهاب قبل لقاء مزمع بين رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني والرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن نهاية الشهر الجاري.
إعلان
أحداث متسارعة تأتي في ظل حديث وسائل الإعلام الباكستانية عن حشود لحلف الناتو والجيش الأفغاني تتقدم باتجاه الحدود الباكستانية شمال وزيرستان وجنوبها، فيما نفى الناطق باسم الجيش أطهر عباس وجود أي نشاط غير اعتيادي على الطرف الآخر من الحدود.
" وسائل الإعلام الباكستانية: حشود لحلف الناتو والجيش الأفغاني تتقدم باتجاه الحدود الباكستانية " |
مواجهات مرتقبة
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي كان قد أعطى قوات بلده الحق في مطاردة مسلحي طالبان باكستان داخل الأراضي الباكستانية وذلك عقب تفجير سجن قندهار، وهو ما أثار أزمة سياسية بين البلدين. واليوم يتخوف مراقبون من إقدام قوات التحالف الموجودة في أفغانستان على تنفيذ ما راح يهدد به كرزاي.
رئيس التحرير في وكالة "إن أي أي" طاهر خان استبعد دخول القوات الأفغانية إلى الأراضي الباكستانية، ورأى أن القوات الأميركية هي من قد يقوم بذلك، مشيرا في حديثه مع الجزيرة نت إلى أن زيارة الجنرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأخيرة والمفاجئة لباكستان ربما كانت تحضيرا لذلك، في وقت استدعت فيه واشنطن بعض قواتها من العراق إلى أفغانستان حسب قوله.
ويعتقد خان الخبير في الشؤون الباكستانية الأفغانية بأن علاقات البلدين تبدو في أسوأ مراحلها وأن الاتهام المباشر من قبل كرزاي لباكستان وضع الجارين أمام أزمة ثقة حقيقية غير مسبوقة.
وقد أعلن زعماء القبائل في الحزام القبلي الباكستاني عن استعدادهم لمواجهة أي هجوم أميركي، وقال محمد أفضل زعيم قبائل عثمان زي إن مليوني مسلح مستعدون للجهاد ضد أي عدوان على بلادهم.
وراح مشاهد حسين يذكر بفشل لجوء أميركا إلى الحل العسكري في فيتنام وكمبوديا، معتبرا أن التاريخ سيعيد نفسه إذا ما فكرت واشنطن بشن هجوم على الحزام القبلي الباكستاني، مضيفا أن النار قد تشمل الجميع ولن تقتصر أضرار المواجهات على باكستان وحدها.
إعلان
المصدر : الجزيرة