الخرطوم تدعو لاجتماع أفريقي عاجل بعد مذكرة أوكامبو

AFP PHOTO/A Sudanese man shouts aslogans in front the presidential place in the capital Khartoum on July 15, 2008, as others hold a sign that reads in Arabic, "the criminal Ocampo (referring to ICC prosecutor Luis Moreno-Ocampo) is playing with fire".

من مظاهرة أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم أمام القصر الجمهوري (الفرنسية)

دعا السودان لعقد قمة طارئة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، فيما تواصلت المظاهرات المؤيدة للرئيس السوداني عمر حسن البشير على خلفية طلب المحكمة الجنائية الدولية. وقد جددت الأمم المتحدة مطالبتها بحماية بعثتها في دارفور بالتزامن مع بدء عملية إجلاء موظفيها غير الأساسيين.

فقد أعلن الثلاثاء في الخرطوم أن الحكومة السودانية طلبت رسميا عقد جلسة طارئة على مستوى القمة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وذلك بهدف البحث في تداعيات طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية لوريس مورينو أوكامبو إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير.

في هذه الأثناء قامت مجموعة من الطلاب بتنظيم مسيرة انطلقت من جامعة الخرطوم وصولا إلى مقر برنامج الأمم المتحدة للتنمية والسفارة البريطانية حيث ردد المشاركون هتافات مؤيدة للرئيس البشير معربين عن استنكارهم لقرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو.

كما تظاهر قرابة مائة شخص من القبائل المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم أمام القصر الجمهوري تأييدا للبشير وهم يرددون عبارات منددة بالمحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام أوكامبو.

وشاركت نساء من منظمات نسائية سودانية مختلفة في الاحتجاج أمام مبنى الأمم المتحدة في الخرطوم وهن يرفعن لافتات تعبر عن وحدة الموقف السوداني أمام القرار الظالم بحسب تعبير المشاركات في المظاهرة.

ودعت المشاركات الأمم المتحدة للقيام بواجبها لحماية السودان "من عبث المحكمة الدولية" التي لا تمتلك أي صلاحيات قانونية على الخرطوم التي لم تنضم إلى الدول الموقعة على اتفاقية إنشاء هذه المحكمة.

وكان ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان أكد في تصريح للجزيرة الثلاثاء موقف الحركة الرافض لقرار المحكمة الدولية واعتباره خطرا يتهدد السودان بشكل عام وإقليم دارفور بشكل خاص.

مروحية تابعة للأمم المتحدة في قرية دار السلام شمال دارفور (الفرنسية)
مروحية تابعة للأمم المتحدة في قرية دار السلام شمال دارفور (الفرنسية)

عملية الإجلاء
وبعد لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين الثلاثاء، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوداني عمر البشير ضمان حماية وسلامة موظفي البعثة الأممية في دارفور وعلى نحو يمكنهم من القيام بواجباتهم التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي.

وجاءت تصريحات بان بالتزامن مع بدء الأمم المتحدة عمليا إجلاء موظفيها غير الأساسيين من دارفور الثلاثاء وسط مخاوف من توتر الوضع الأمني في الإقليم عقب قرار المحكمة الجنائية الدولية اتهام الرئيس البشير بارتكاب جرائم حرب.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في الأمم المتحدة -رفض الكشف عن اسمه- أن عملية الإجلاء بدأت الثلاثاء حيث أفاد شهود عيان بأن حافلتين تنقلان الموظفين غادرتا مقر البعثة الرئيسي في الفاشر -عاصمة ولاية شمال دارفور- باتجاه مطار محلي، حيث تغادر الدفعة الأولى إلى عنتيبي في أوغندا.

وصرح مسؤولون في الفاشر أن حوالي مائتي موظف سينقلون جوا الثلاثاء، فيما ستبقى عمليات الإجلاء الأخرى رهنا بالتقييمات الأمنية لاحقا.

وكانت الناطقة باسم القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور جوزيفين غيريرو أوضحت في وقت سابق الثلاثاء أن "هذه ليست عملية إجلاء" وإنما مجرد تعديل في مقر إقامة بعض الموظفين بصورة مؤقتة مؤكدة استمرار القوات على الأرض وعمليات الإغاثة.

وانتقد السودان عمليات الإجلاء ووصفها بأنها غير ضرورية كما ورد على لسان وزير الخارجية عمر الصديق الذي اعتبر قرار القوة المشتركة أمرا مؤسفا وغير مبرر بعد تعهد الحكومة السودانية بتقديم كافة أشكال الحماية للبعثة الدولية.


إعلان