الإعلان عن قيام الاتحاد المتوسطي في باريس

REUTERS/ France's President Nicolas Sarkozy (L) and his wife Carla arrive for a dinner during a EU-Mediterranean summit in Paris July 13, 2008. Some 43 heads of state and government

ساركوزي أكد أن حلم الاتحاد من أجل المتوسط أصبح حقيقة (رويترز)

عبدالله بن عالي-باريس

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قيام الاتحاد من أجل المتوسط، في ختام القمة التأسيسية لهذا التجمع التي التأمت أمس في باريس بحضور 43 رئيس دولة وحكومة يمثلون دول الاتحاد الأوروبي والبلدان المطلة على حوض البحر المتوسط إضافة إلى الأردن وموريتانيا.

واعتبر الرئيس الفرنسي في مؤتمر مشترك مع نظيره المصري محمد حسني مبارك ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو أن "حلم الاتحاد المتوسطي أصبح اليوم حقيقة"، وأثنى على مشاركة قادة الدول العربية المتوسطية في القمة بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن جلوسهم على طاولة واحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "خطوة شجاعة" وتعكس رغبتهم في إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

إيهود أولمرت (الفرنسية) 
إيهود أولمرت (الفرنسية) 

من جانبه رأى الرئيس المصري أن الاتحاد الجديد يشكل قيمة مضافة هامة في الشراكة الأوروبية المتوسطية التي أطلقت في مدينة برشلونة الإسبانية في 1995، مشددا على أن قيامه يترجم إدراك الدول الأعضاء فيه لأهمية المصالح المشتركة بينها ولجسامة التحديات الآنية والمستقبلية التي يتوجب عليها أن تواجهها معا.

فيما أكد باروسو إيمانه بإمكانية نجاح المشروع المتوسطي، نظرا للتكامل بين القدرة الصناعية والعلمية لدول الاتحاد الأوروبي والطاقة البشرية والموارد الأولية التي تزخر بها بلدان جنوب المتوسط.

رئاسة مشتركة
وقررت القمة إنشاء رئاسة مشتركة دورية للاتحاد عهدت للرئيس ساركوزي ولنظيره المصري، وأوضح البيان الختامي أن مبدأ الرئاسة المشتركة بين ممثل عن الاتحاد الأوروبي ومسؤول من الدول المتوسطية غير الأوروبية سيطبق على القمم وعلى كل الاجتماعات الوزارية ولقاءات كبار الموظفين وفي الأمانة العامة واللجنة المشتركة الدائمة واجتماعات الخبراء".

وتقرر أن تنعقد قمة الاتحاد كل سنتين، على أن يحتضنها بالتناوب بلد من الاتحاد الأوروبي ودولة متوسطية من خارجه، فيما سيكون اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المتوسطي سنويا، ولم يتفق المشاركون في القمة على اختيار مقر الأمانة العامة أو على أعضائها، غير أن البيان الختامي أشار إلى أن هاتين المسألتين سيتم الحسم فيهما أثناء لقاء وزراء الخارجية الذي تقرر عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

بشار الأسد وزوجته (الفرنسية)
بشار الأسد وزوجته (الفرنسية)

وأعلن رؤساء الدول والحكومات عزمهم على إطلاق مشاريع مشتركة "ملموسة" في ميادين مكافحة تلوث البحر المتوسط والحماية المدنية والطاقة الشمسية، كما قرروا تعزيز المواصلات البحرية بين ضفتي المتوسط وتعبيد طرق شاطئية وتحديث خط السكك الحديدية العابر للمغرب العربي إضافة إلى تكثيف التعاون في مجال التعليم العالي ودعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.

ورغم أن الدول العربية كانت تعول على دعم واضح من القمة لمبادرة السلام العربية اكتفى البيان الختامي بتأكيد دعم الوفود المشاركة لما أسماها عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والترحيب بالمفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب.

المصدر : الجزيرة

إعلان