ملف الشرق الأوسط يعرقل الاتفاق على بيان المتوسطي

كشف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن وجود خلافات بشأن مشروع البيان الختامي لقمة الاتحاد من أجل المتوسط الذي سيطلق الأحد في باريس, وقال إن هناك نقاطا معلقة تخص الوضع في الشرق الأوسط.
وأوضح أبو الغيط عقب اجتماع في باريس مع نظرائه العرب يهدف إلى تنسيق المواقف قبل القمة، أن هناك إشارات في مشروع البيان إلى إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وإلى المبادرة العربية للسلام.
كما قال إنه سيجري تشاورا حول هذه المواضيع في الساعات القادمة، موضحا أنه "إذا لم يحدث انفراج يطرح على اجتماع وزراء الخارجية غدا والذي يضم جميع وزراء خارجية الدول الـ43 المشاركة في القمة.
وفي إطار الخلافات أيضا ذكرت رويترز أن هناك نقاطا عالقة تتعلق بكيفية الإشارة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، مع مقاومة إسرائيل لأي ذكر لمبادرة سلام الجامعة العربية أو لدعوة إلى منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
كما لم تحسم قضية الرئاسة المزدوجة للمنظمة الجديدة ومدة الرئاسة المشتركة للدول الواقعة جنوبي المتوسط. كما أن هناك قضايا خلافية أخرى جرى تأجيلها إلى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل مثل مقر الأمانة العامة.
وتنعقد عصر الأحد قمة الاتحاد المتوسطي بمشاركة 43 رئيس دولة وحكومة، بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. كما تشارك كافة الدول العربية المطلة على المتوسط في هذه القمة باستثناء ليبيا.
من جهة ثانية قالت وكالة الصحافة الفرنسية -نقلا عن مصدر وصفته بالقريب من الحكومة المغربية- إن ملك المغرب محمد السادس لن يتوجه إلى باريس الأحد للمشاركة في القمة, وإن الأمير مولاي رشيد شقيق الملك هو الذي سيشارك. وأرجع المصدر غياب ملك المغرب إلى "جدول أعماله المثقل".
دور تركي نشط
من ناحية أخرى شدد وزير الخارجية التركي علي باباجان على أن بلاده ستؤدي دورا نشطا في مبادرة فرنسا بشأن الاتحاد المتوسطي، معتبرا أن المبادرة ستعزز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وكانت تركيا بداية قد نظرت بعين الشك إلى مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي عارض طويلا محاولة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة, لكن باباجان قال إن دور أنقرة في الاتحاد الجديد سيكون نفسه في الشراكة الأورومتوسطية الحالية المعروفة باسم "مسار برشلونة" والتي تقول فرنسا إنها بحاجة إلى تنشيط.
وجاءت تصريحات الوزير التركي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنر, حيث قال أيضا إن تركيا تتوقع أيضا من خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي أن تتواصل عملية انضمامها بطريقة طبيعية إلى الاتحاد.
وكانت فرنسا قد شددت على أن مشروعها ليست له علاقة بطموحات تركيا نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي, في حين قال مصدر فرنسي إن باريس لن توقف فتح المفاوضات بشأن مجالات جديدة تتعلق بسياسة الاتحاد مع أنقرة أثناء رئاستها له المستمرة ستة أشهر.
يشار في هذا الصدد إلى أن دول الشمال الأوروبي أبدت تخوفا من سعي باريس للحد من نفوذها عبر الاتحاد المتوسطي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي انتقدت الشكل الأولي للمبادرة "في المستقبل نريد بحث المشاكل مع الدول التي تقع على البحر المتوسط من موقف الند".
واضطرت فرنسا في مواجهة ذلك إلى إسقاط بعض الاقتراحات الخاصة باتحاد المتوسط مثل إنشاء "بنك استثمار متوسطي".