مخيم صيفي بنابلس يجسد التقارب الديني ويدعو للوحدة الوطنية

الصورة أخذت داخل الكنيسة وتبين الأطفال المشاركون يشاهدون احد العروض الدرامية خلال المخيم
الأطفال المشاركون يشاهدون عرضا دراميا ضمن أنشطة المخيم (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس
 
أقام فلسطينيون من أتباع الديانات الثلاثة الإسلامية والمسيحية والسامرية -اليهودية الأصلية كما يعتبرها أصحابها- مخيما صيفيا في مدينة نابلس هو الأول من نوعه بالمدينة، في محاولة منهم لتجسيد التقارب الديني والوحدة الوطنية الفلسطينية وفق القائمين على المشروع.
 
ويطمح المخيم الذي يقام في مبنى الكنيسة الأسقفية ويجمع عشرات الفلسطينيين إلى بث الفرح بين الأطفال المشاركين الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما. ويستمر المخيم ثلاثة أسابيع بواقع 12 يوما، وذلك مراعاة للعطل الموجودة لدى أصحاب الديانات الثلاث.
 
ويضم المخيم 60 طفلا مقسمين على ثلاث طوائف. وتوفر النشاطات للمشاركين برامج يتعرف فيها الأطفال على خصوصيات زملائهم من أتباع الديانات الأخرى كما في مواضيع الطعام والصلاة والحياة المشتركة.

الاب نيروز: الهدف ليس إلغاء الاختلافات الدينية بل تعميق احترامها (الجزيرة نت)
الاب نيروز: الهدف ليس إلغاء الاختلافات الدينية بل تعميق احترامها (الجزيرة نت)

توصيف أعمى
يقول رئيس الكنيسة الأسقفية بنابلس الأب إبراهيم نيروز إن فكرة إقامة المخيم جاءت لتعكس العيش المشترك بين فئات المجتمع الدينية، وإن خصوصية مدينة نابلس تنبع من واقع وجود الطوائف الثلاث بها، "خاصة أن العنصر الثالث الذي يعطي جمالا أكثر للتناغم ولهذه الصورة الفسيفسائية هو الطائفة السامرية".


وأوضح الأب نيروز في حديث للجزيرة نت أن المغزى ليس إلغاء الاختلافات الدينية بل تعميق فكرة احترام تلك الاختلافات. وقال "لدينا اختلافات دينية وعادات وتقاليد وتراث كطوائف مختلفة تدخل في إطار خصوصية الأديان، لكن فكرة العيش المشترك يمكن أن نخوضها معا حتى نستطيع تعميق فكرة أننا شعب واحد وتحت ضغط واحد وأمامنا مصير واحد ونريد أن نحقق هذه الوحدة الوطنية بهذا التناغم الجميل".
إعلان
 
وأكد أن أهمية المخيم المقام تنبع من تحد يواجه المجتمع الفلسطيني على الصعيد السياسي، إذ إن الفلسطينيين يخوضون مجابهة حقيقة في مجال الوحدة الوطنية "سواء كانت وحدة حزبية سياسية أو من خلال التنوع الديني في فلسطين، ولذلك فهناك مسعى حقيقي لمحاولة التقريب بين الدين والوحدة".
 
ويرفض الأب نيروز التوصيف الغربي للمسلم الفلسطيني بالإرهابي، وقال إن "هذا يعني أن الجميع في فلسطين إرهابيون، وهذا الوصف متأثر بالحركة الصهيونية".

60 طفلا لم يتجاوزا الخامسة عشرة
60 طفلا لم يتجاوزا الخامسة عشرة

محبة للجميع
من جهته قال رئيس جمعية أنصار الإنسان الممولة للمخيم وجدي يعيش إن تمويل المشروع قدمته مؤسسة راجاتسي دوئليفو من إيطاليا، ولذلك فإن التسجيل مجاني للأطفال المشاركين الذين حصلوا بالمجان على القرطاسية وكل المستلزمات التي يحتاجونها خلال المخيم الصيفي.

 
من ناحيتها قالت المرشدة المسلمة في المخيم فاطمة جعاصة إن المرشدين يعملون على دمج المشاركين من خلال الزوايا المختلفة المقدمة كاللعب الجماعي وحتى المشاركة الجماعية في حل أي نزاع قد ينشب.
 
وأكد المرشد فادي السامري أن التعاون بين جميع الطوائف الثلاث موجود منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة في نابلس، لكن هذا المخيم عمل على تقريب الأطفال السامريين مع أطفال المسلمين والمسيحيين، خاصة أن الطائفة السامرية لديها طقوسها وانعزالها في جبل جرزيم بنابلس.
 
أما المرشد المسيحي في المخيم سمير كوع فيرى أن الذي يجمع هؤلاء الأطفال هو المحبة التي تتسم بها دياناتهم.
المصدر : الجزيرة

إعلان