سوريا ولبنان يقتربان من إقامة علاقات دبلوماسية

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت أن سوريا ولبنان سيقيمان علاقات دبلوماسية بينهما، واعتبر ذلك "حدثا تاريخيا"، فيما كشف عن زيارة مرتقبة له إلى دمشق.
ومن جهته أكد الرئيس السوري بشار الأسد -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي واللبناني ميشال سليمان إلى جانب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني- رغبته في إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، فيما أعرب الرئيس اللبناني عن تطلع بلاده إلى ترسيم حدودها مع سوريا.
وعبر الأسد عن "عزمه القوي على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان"، حسب ما جاء في بيان مشترك فرنسي سوري صدر في ختام لقاء بين الرئيسين.
يشار إلى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا منذ استقلال البلدين عن الانتداب الفرنسي قبل أكثر من ستين سنة.
دور إيجابي
وأشاد الرئيس الفرنسي من ناحية أخرى بالدور السوري في منطقة الشرق الأوسط واعتبره "أساسيا"، وكشف عن زيارة مرتقبة له إلى دمشق خلال شهر سبتمبر/أيلول القادم. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان لها إن الزيارة ستتم "قبل منتصف سبتمبر/أيلول 2008".
ومن جهته أشاد الرئيس السوري باتفاق الدوحة الذي وصفه بأنه "وضع لبنان على الطريق الصحيح ونقله من حافة حرب أهلية".
وجدد أمير قطر موقفه الداعم لاستقلال لبنان، كما أشاد بقدرة الرئيس سليمان على المحافظة على وحدة الجيش اللبناني خلال الأزمة الماضية، وأشاد بالتقارب السوري الفرنسي الحالي ووصفه بأنه "مهم جدا ويخدم السلام في المنطقة".
وفي موضوع آخر استبعد الرئيس السوري قيام أي محادثات مباشرة مع إسرائيل في ظل الإدارة الأميركية الحالية، مشيرا في ذات السياق إلى أن ما تحقق خلال المباحثات غير المباشرة التي ترعاها تركيا لا يزال "محدودا".
وشدد الأسد على أهمية الدور الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط، ووصفه بأنه أساسي ومكمل للدور الأميركي.

عواقب وخيمة
وفي الموضوع الإيراني، أكد الأسد عدم وجود أي نية لدى إيران للحصول على السلاح النووي، وأضاف "لا يمكن أن نحكم على أشياء لا نراها"، محذرا من أن "الحل يجب أن يكون سياسيا فقط وأن أي حل غير سياسي ستكون عواقبه وخيمة".
وأضاف الرئيس السوري "نحن ضد أي وجود نووي أو أسلحة دمار شامل في الشرق الأوسط، وسوريا تقدمت بمشروع إلى الأمم المتحدة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل".
وتأتي تصريحات الأسد حول الموضوع الإيراني ردا على طلب تقدم به ساركوزي بضرورة قيام سوريا بإقناع طهران بتقديم "أدلة" على عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية.