سكان البلدات الحدودية بغزة ينامون ببيوتهم بعد التهدئة

ناجي ابو طيعمة يقف برفقة عدد من جيرانه في باحة منزله الذي دمره الاحتلال قبل ثلاثة شهور
ناجي أبو طعيمة عاد لمنزله في بلدة عبسان والذي دمره الاحتلال قبل شهور (الجزيرة نت)
 
أحمد فياض-غزة

 
لم يحلم ناجي أبو طعيمة (45 عاماً) بجلسة هادئة مطمئنة في بيته الذي يقع قرب الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 قبل التاسع عشر من الشهر الماضي، موعد سريان التهدئة بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومعها سائر الفصائل الفلسطينية.
 
ويقول المواطن -وهو من سكان بلدة عبسان الجديدة الحدودية جنوب شرق القطاع- إنه شعر بطعم التهدئة كسائر باقي سكان البلدات الحدودية الذين كانوا يهجرون بيوتهم ليلا خوفاً من نيران الاحتلال وقذائف الدبابات أو الاعتقال والتنكيل بهم من قبل الجنود الإسرائيليين.
 
ويوضح في حديث للجزيرة نت "عدت إلى بيتي القريب من الشريط الحدودي بعدما هجرته شهور، وأصبحت أنام وأطفالي باطمئنان دون خوف من إطلاق النار، أو اقتحام القوات الخاصة للمنزل والتنكيل بنا كما كان في كثير من الليالي".

أحد أبناء ناجي كسرت يده بعد أن هدمت الجرافات الإسرائيلية سقف الغرفة وهم نيام (الجزيرة نت)
أحد أبناء ناجي كسرت يده بعد أن هدمت الجرافات الإسرائيلية سقف الغرفة وهم نيام (الجزيرة نت)

إحساس بالأمان
ويضيف أبو طعيمة وهو يجلس بمنزل بدت عليه آثار التهديم بفعل القذائف والاستهداف المتكرر "بعد التهدئة لم يعد أطفالي يشعرون بالخوف والفزع من صوت إطلاق النار وقذائف الدبابات واقتحام جنود الاحتلال للمنزل".

 
ولفت إلى أن القوات الإسرائيلية كانت قبل سريان التهدئة تطلق النار بشكل مستمر مما أفقد سكان البلدة الاطمئنان، وتملكهم شعور الخوف حتى عند خروج أطفالهم إلى اللعب قرب منازلهم.
إعلان
 
ولا تنسى ذاكرة أبو طعيمة اقتحام الاحتلال منزله والتنكيل بأفراد عائلته واحتجازهم بإحدى غرف المنزل، وقيام الجنود بتوجيه الشتائم لهم وربط أيديهم وتعصيب أعينهم. ويروي كيف نجا أطفاله من الموت حين أقدمت الجرافات على هدم الغرفة وهم نيام قبل أن يبادر الأب إلى انتشال أبنائه باللحظات الأخيرة.
 
ويقول المواطن الفلسطيني إن شعور سكان البلدات الحدودية بعد التهدئة يختلف عن غيرهم وذلك بحكم تجرعهم لويلات الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، لافتاً إلى أن السكان شعروا بالأمن وعادوا إلى بيوتهم بعدما كانوا استأجروا بيوتاً غيرها بعيدة عن بطش الاحتلال.

ثمرة الصمود
أما أسماء عصفور (50 عاماً) من سكان عبسان الجديدة وأم لسبعة أبناء فقد ذاقت هي الأخرى ويلات الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، لا سيما وأن بيتها كان مرتعاً لقوات الاحتلال الخاصة نظرا لقربه من الشريط الحدودي.

 

أسماء عصفور قالت إن الهدوء الذي تشعر به الآن مع أبنائها هو ثمرة صمود الفلسطينيين (الجزيرة نت)
أسماء عصفور قالت إن الهدوء الذي تشعر به الآن مع أبنائها هو ثمرة صمود الفلسطينيين (الجزيرة نت)

وتقول المواطنة للجزيرة نت "كنت أخاف على أبنائي الكبار من جنود الاحتلال الذين اعتادوا مداهمة منزلنا وتخريب محتوياته والبطش بمن فيه".

 
وتضيف "الهدوء والأمن الذي نشعر به الآن كان ثمرة صمود سكان البلدات الحدودية الذين رفضوا الخروج من بيوتهم رغم الاجتياحات المتكررة وما رافقها من عمليات قتل وتدمير للمنازل وتجريف للأراضي، في محاولة لكسر إرادتهم".
 
وتؤكد أسماء أن التهدئة تسببت بتغير كبير في حياة سكان البلدات الحدودية، وأعادت إليها الهدوء بعد سنوات طويلة من المعاناة المستمرة.
 
من جهته يقول أحمد شاهين (40 عاماً) من سكان بلدة القرارة جنوب القطاع إنه شعر بطعم الأمن والهدوء وعاد لبيته وأصبح ينام فيه بعد غياب قارب العام. ويأمل أن تساهم لحظات الهدوء الحالية في نسيانه ولو جزءا بسيطا من "اللحظات القاسية والصعبة" التي عاشها جراء بطش الاحتلال بالمرحلة السابقة.
إعلان
 
ويضيف شاهين بحديث للجزيرة نت "لم أنم ببيتي منذ عام خوفاً من اجتياحات الاحتلال فقد كنت أخرج قبل غروب الشمس، ولكن بعد التهدئة أصبحت أنام دون خوف بل وأسهر إلى الساعة الحادية عشرة ليلاً أمام المنزل".
المصدر : الجزيرة

إعلان