قمة لبنانية سورية بباريس تعقب ميلاد حكومة وحدة ببيروت

يلتقي الرئيسان اللبناني والسوري في باريس في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني, بعد يوم من تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان أعقب ستة أسابيع من التجاذبات.
ويرى مراقبون في زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا وحضوره قمة الاتحاد من أجل المتوسط ثم عرضا عسكريا في عيد فرنسا الوطني, اعترافا لباريس بدور دمشق في صياغة اتفاق الدوحة, وما أعقبه من تشكيل حكومة وحدة.
وأعلن أمس -بعد لقاء بقصر بعبدا بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة ورئيس البرلمان نبيه بري- عن حكومة من ثلاثين وزيرا توزعت حقائبها بين أغلبية احتفظت بـ16 وزارة ومعارضة عادت إليها 11 حقيبة, فيما عادت الحقائب الثلاث المتبقية إلى رئيس الجمهورية, بموجب توزيع أقره اتفاق الدوحة في مايو/ أيار الماضي, ورآه محللون ترجمة سياسية لمكاسب ميدانية حققتها المعارضة في مواجهات الشوارع.

حقائب المعارضة
ورغم أن حزب الله -الذي كان يحتفظ بوزارتين في التشكيلة السابقة- لم تعد له إلا حقيبة واحدة هي العمل, فإن المعارضة إجمالا باتت تسيطر على حقائب مهمة, وبات لها الثلث الذي يسمح لها بنقض القرارات التي تحتاج إلى تصويت بمجلس الوزراء.
وحصلت حركة أمل على الخارجية, والتيار الوطني الحر على الاتصالات, وهي وزارة فجر قرارها حل شبكة اتصالات حزب الله في مايو/ أيار الماضي صدامات دامية خلفت أكثر من 65 قتيلا.
تنازلات
وأصر حزب الله على توزير علي قانصو من الحزب السوري القومي الاجتماعي, لكن الأكثرية تمسكت برفضها, قبل أن يتنازل سعد الحريري "حفاظا على مصلحة البلد واللبنانيين" ويحصل هذا السياسي على مقعد بالحكومة لكن فقط بصفته وزير دولة.
وبالمقابل تنازل الحزب عن المطالبة باثنتين من أربع وزارات هي الخارجية والمالية والدفاع والداخلية، والحقيبتان الأخيرتان عادتا إلى شخصيتين عينهما الرئيس.
وقال السنيورة إن الحكومة –التي تعقد أول اجتماعاتها الأربعاء- ستكون حكومة كل اللبنانيين, وحدد مهامها في استعادة الثقة بمؤسسات الدولة وتنظيم انتخابات تشريعية نزيهة.

حوار وطني
ويتوقع أن يدعو ميشال سليمان, الآن وقد شكلت الحكومة, إلى طاولة حوار وطني لبحث كبرى المسائل الخلافية وبينها سلاح حزب الله.
ورحبت واشنطن بتشكيل الحكومة، لكنها قالت على لسان الناطق باسم الخارجية شين ماكورماك إنها لن تتعامل مع وزير حزب الله, وستتعاطى مع السنيورة ووزير خارجيته الجديد.
فرنسا اعتبرت –بصفتها رئيسة الاتحاد الأوروبي- تشكيل الحكومة مرحلة مهمة على طريق تطبيق اتفاق الدوحة "سيترجم مبدئيا ببيان وزاري وحوار وطني وقانون انتخابي وإعداد للانتخابات التشريعية".
منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قال إن الاتحاد يدعم السنيورة, وتحدث عن "حاجة لاتخاذ قرارات مهمة الأسابيع القادمة".
الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون رحب بالحكومة وتعهد بتقديم "دعم الأمم المتحدة من أجل تعزيز استقرار لبنان وسيادته".
أما عربيا فأبدت الدوحة أملها في أن يعزز تشكيل الحكومة وحدة الصف والكلمة بين اللبنانيين, وتحدث مجلس التعاون الخليجي عن "إنجاز تاريخي" يحفظ للبنان واللبنانيين وحدتهم الوطنية.