اتحاد المتوسط.. تباين واضح بين معارض ومؤيد

AFP PHOTO /French president Nicolas Sarkozy delivers a speech during a meeting of French ruling with-wing party Union for a Popular Movement (UMP) on July 5, 2008 in Paris.

ساركوزي تحدث بأكثر من مناسبة عن محاسن اتحاد المتوسط (الفرنسية-أرشيف)

يستضيف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأحد المقبل في باريس جمعا كبيرا من زعماء منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط لتدشين مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، ولكن المواقف تتباين بشأن المشروع في دول المغرب العربي بين الرفض القاطع والترحيب الشديد.

وترغب دول المغرب العربي المساندة لفكرة الاتحاد, في أن تعامل كشريك كامل العضوية في الاتحاد من أجل المتوسط, رغم الفوارق بين ضفتي المتوسط.

وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله مشاركته في قمة باريس, رفضت ليبيا المشاركة وأعلن الزعيم معمر القذافي معارضته للاتحاد المتوسطي.

وسارع القذافي بالتنبؤ بفشل الاتحاد قائلا "هذا مشروع مخيف جدا. أنا أبشركم بفشله الذريع". واتهم القذافي الاتحاد بالتخطيط لقبول إسرائيل, واعتبر أن المشاريع الاقتصادية التي وعد بها الشمال دول جنوب المتوسط "طعم" وما هي سوى "نوع من الإهانة" لتلك الدول.

هذه المخاوف يقاسمه فيها الرئيس السنغالي عبد الله واد الذي أعلن مطلع يونيو/حزيران أن فكرة اتحاد متوسطي إن تمت ستربط شمال أفريقيا بذيول أوروبا.

أما وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي فقد عبرعن خشية دول الضفة الجنوبية من احتكار المفوضية الأوروبية للقرار في الاتحاد, مشيرا إلى قوة الاتحاد الأوروبي المادية التي تجعله مالكا للقرار. وطالب المسؤول الجزائري بشراكة متوازنة تقوم على المساواة والشفافية.

اختلافات واضحة
وتبدو الاختلافات واضحة بين دول ضفتي المتوسط, ففي حين يبلغ الدخل الفردي في بلدان الشمال 26 ألف دولار, لا يتجاوز الدخل سبعة آلاف دولار في بلدان الجنوب. ويعتبر وزن الاتحاد الأوروبي هائلا حيث إنه يمثل 86%  من إجمالي الناتج الداخلي في الدول التي يفترض أن تنضم إلى الاتحاد المتوسطي.

وبناء على هذه الاختلافات دعا رئيس منظمة أرباب العمل المغاربة مولاي حفيظ العلمي إلى "أن تنظر أوروبا إلى شركائها في ضفة المتوسط الجنوبية لا كدول فقيرة. بل كشريكة كاملة العضوية".

وفي المقابل ترى تونس المساندة الكبيرة للاتحاد أن مشروع ساركوزي هام رغم التغييرات التي طرأت عليه إثر ملاحظات الدول الأوروبية الأخرى. وقالت آمنة شتيوي الوزيرة المنتدبة للشؤون الخارجية إنها مبادرة واعدة من شأنها أن تضمن لدول جنوب المتوسط وسائل تحقيق طموحاتها من تكامل واندماج مع الاتحاد الأوروبي.

وقد تراجع ساركوزي صاحب فكرة المشروع عن بعض مكونات الاتحاد مثل إقامة بنك للاستثمار في حوض المتوسط وعقد اجتماعات وزارية على غرار الاجتماعات الأوروبية.

ومن مشاريعه الطموحة للاتحاد تطهير مياه البحر وبناء طرق سريعة برية وبحرية ومشروعات لتطوير الطاقة الشمسية وبرامج للتبادل الطلابي.

تناوب الرئاسة
ومن المنتظر أن يحضر قادة وزعماء 44 دولة تدشين الاتحاد في غياب زعمين هما الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يعارض المشروع، وملك الأردن عبد الله الثاني الذي قال إنه لن يستطيع الحضور لأسباب شخصية.

وستكون فرنسا ومصر أول من يتقاسم رئاسة الاتحاد, لكن لم يتضح بعد إذا كانت رئاسة فرنسا ستنتقل بشكل دوري كل عامين مثل مصر أم كل ستة أشهر مع تغيير رئاسة الاتحاد الأوروبي.

كما أن اختيار دولة مقر أمانة الاتحاد لم يحسم بعد، واقترحت فرنسا تونس، الأمر الذي أثار احتجاجات بسبب سجل تونس في حقوق الإنسان. ويقول دبلوماسيون فرنسيون إن من بين الدول المرشحة أيضا المغرب ومالطا, فيما يقترح البعض برشلونة كحل وسط.

وإن لم يحسم الأمر بعد فإن لفرنسا ميولا نحو دول الجنوب, إذ أعلنت أنها تفضل بلدا على ضفة المتوسط الجنوبية لاحتضان مقر الاتحاد.

إعلان
المصدر : وكالات

إعلان