سياسيون ليبيون يؤيدون قرار بلدهم رفض مشروع ساركوزي

Libyan leader Moamer Kadhafi speaks during a press conference in the Libyan capital Tripoli on July 9, 2008. Kadhafi reiterated today his rejection of the Mediterranean

السياسيون استبعدوا أن يؤثر قرار الزعيم معمر القذافي على العلاقة مع الأوروبيين (الفرنسية-أرشيف)

خالد المهير-بنغازي

يتفق الكثير من السياسيين والمحللين الليبيين مع قرار زعيمهم معمر القذافي، برفض الانضمام لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يروج له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورأى هؤلاء أن مصالح ليبية وعربية وإقليمية هي التي دفعت للرفض الليبي.

وضمن هذا الفهم تساءل المحلل السياسي الدكتور محمد زاهي المغيربي عن الدور الأميركي في المشروع، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تقبل بأن تترك الساحة لدول الاتحاد الأوروبي وفرنسا للتصرف في المنطقة بحرية تامة بدون تدخل مباشر أو غير مباشر.

وتساءل أستاذ العلوم السياسية في جامعة قاريونس في حديث مع الجزيرة نت، فيما إذا كانت هذه المبادرة هي عمل منفصل وغير مرتبط بالإستراتيجية الأميركية، أم أن هناك تنسيقا بين الطرفين؟


المشكلة بإسرائيل
وأرجع المغيربي السبب الرئيسي وراء الرفض الليبي للوجود الإسرائيلي، الأمر الذي قال إنه يثير الشكوك والتساؤلات حول الهدف الأساسي من هذا التجمع، وفيما إذا كان الهدف التطبيع مع إسرائيل بصورة غير مباشرة، دون التوصل إلى حلول جذرية للقضايا العالقة بين العرب وإسرائيل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وحسب المغيربي فإن من بين الأسباب التي دفعت للقرار الليبي هو أن دول الاتحاد الأوربي سوف تأتي إلى اجتماعات الاتحاد المتوسطي بحد أدنى من الاتفاق حول مجموعة من النقاط والقضايا والسياسات وفق رؤية موحدة على الأقل، على العكس من الدول العربية التي تأتي إلى الاجتماعات برؤى متناقضة لغياب رؤية مشتركة فيما بينها.

محمد المغيريي (الجزيرة نت)
محمد المغيريي (الجزيرة نت)

وقال المغيربي إن الطرف الآخر -في إشارة إلى الأوروبيين- يعرف ماذا يريد، ولديه أجندة سياسية واقتصادية واضحة عكس الطرف العربي.

إعلان

واستبعد الجامعي الليبي تأثير الموقف الرسمي الليبي الرافض للمشروع الفرنسي على العلاقات الثنائية بين ليبيا ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن المصالح الاقتصادية بين ليبيا وهذه الدول قوية "بالدرجة التي لا يؤثر فيها هذا الموقف".

سيادة مختلة
أما خبير التفاوض الدولي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة قاريونس الدكتور علي سعيد البرغثي فرأى في تصريح للجزيرة نت أن طبيعة الاتحاد من أجل المتوسط في حد ذاته هو المشكلة، معتبرا أن انضمام الدول العربية للاتحاد سيؤدي بها للتنازل عن جزء من سيادتها وفق تنظيم الاتحادات، وبالتالي سوف يكون الاتحاد أقوى من الجامعة العربية، على حد رأيه.

وقال البرغثي إن أعضاء الاتحاد سوف يتحولون إلى مدافعين عن سياسات الاتحاد المقترح في هذه التكتلات الإقليمية والعربية والأفريقية، وعلى هذا الأساس لن تتمكن هذه التكتلات من اتخاذ سياسات تمس مصالح الدول الأوروبية أعضاء الاتحاد المتوسطي.

ومضى يحذر من خطورة الاتحاد المتوسطي كون الأوروبيين تمكنوا من اختراق التكتلات الإقليمية بالمنطقة.

المصدر : الجزيرة

إعلان