حيرة بالشارع الموريتاني للتأجيلات المتكررة لتشكيل الحكومة

أحد الشوارع الرئيسية في نواكشوط
أحد الشوارع الرئيسية في نواكشوط (الجزيرة نت)

يعيش الشارع الموريتاني حالة "ذهول وصدمة" كما يصفها بعضهم جراء حالة عدم "الاستقرار السياسي" في الأسابيع الأخيرة.

 
بعضهم اعتبرها "ظاهرة صحية" و"ممارسة ديمقراطية" لكن البعض رأى فيها انشغالا بـ"الأقل أهمية" وفضل آخرون أن يروا فيها "إلهاء للأنظار" عن مشاكل البلاد الحقيقية.
 
وشكل ولد الشيخ عبد الله منذ تنصيبه قبل أكثر من سنة ثلاث حكومات لم تعلن التشكيلة النهائية للأخيرة منها بعد، ولم تعمر الثانية إلا نحو شهرين.
 
عناوين صراع
وظلت التشكيلات الحكومية تمثل عناوين صراعات سياسية السنة الماضية، بعد تجاوز الجميع قضية "شرعية الرئيس" عكس ما كانت عليه الأحوال في العقود الماضية.
 

ويرى المواطن محمد محمود ولد جد أن البلد معطل تماما منذ ما ينيف على الشهرين, أي منذ إقالة الحكومة الأولى, لأن الحكومة التي أقيلت قبل أسبوع لم تبدأ عملها بعد لكونها لم تحظ بثقة البرلمان، فكان سابقة في تاريخ البلد "أن تقال حكومة قبل أن تنال الثقة من البرلمان".
 

الحكومة الثانية عشية تشكيلها(الجزيرة نت-أرشيف)
الحكومة الثانية عشية تشكيلها(الجزيرة نت-أرشيف)

ويسجل ولد جد أنه لأشهر لم يشهد افتتاح أو تدشين أي مشروع تنموي، في حين ازدادت صعوبات العيش الكريم في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر.
 
غياب مزمن

وينحي أوب ولد البناني باللائمة في ما يعتبره غيابا مزمنا للحكومة على هرم السلطة التي اندلع فيها صراع قوي بين عسكرييها ومدنييها، وهي صراعات يؤكد أنها لن تغني عن مواطن مطحون في "سنة الغلاء والمجاعة".
 
ويتساءل لماذا لا نجنب بلدنا –إذا كنا نخلص له فعلا– ويلات التجاذبات والصراعات السياسية التي عطلت المشاريع التنموية، واستنفدت أوقات الناس وأموالهم، وحرمتنا من استقرار سياسي كان يفترض أن يجلب لنا استثمارات وأموالا هائلة تحرك الدورة الاقتصادية لاقتصادنا المتعثر.

حالة صحية

إعلان
بيد أن سيديا ولد أحمد لا يوافق سابقيه الرأي، ويتهمهما بتبسيط وتسطيح القضايا، حيث لا تنمية في نظره، ولا استثمارات دون توافق سياسي، وديمقراطية تحترم الجميع، وهو ما يستدعي الحراك السياسي القائم حاليا، وهو حراك لن يؤثر في نظره على التنمية والاستثمارات الأجنبية، لأنه حالة صحية، ومشهد متكرر في كل الديمقراطيات المحترمة.
 
مواطن آخر هو أحمد ولد موسى أكثر إحباطا من الحكومات المتعاقبة, وهو يطالب المسؤولين بتأجيل تشكيلها أسبوعا أو شهرا أو أكثر, لأن في ذلك "صونا لممتلكات الدولة" و"حفظا للأموال العمومية" ولن يضر المواطنين غيابها، فلم تفدهم شيئا أغلب الحكومات التي "سلطت على رقابهم".

ويؤكد ولد موسى أن الحكومة وتشكيلها، والسياسة وصراعاتها لا تمثل هما إلا لأقل من 5% من مجموع الشعب، أما البقية الباقية فهي عازفة عن السياسة وشؤونها، ومشغولة بالبحث عن ما يسد الرمق في سنة عز فيها الغذاء، وغلا فيها العيش الكريم.

المصدر : الجزيرة

إعلان