البيت الأبيض يطالب إيران بوقف الاستفزاز ويستبعد المواجهة

قلل البيت الأبيض من مخاطر نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة رغم التجارب الجديدة التي أجرتها الجمهورية الإسلامية على صواريخ وما أطلقته وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من تحذيرات أكدت فيها تعزيز الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج. وطالبت واشنطن طهران بوقف الاستفزاز.
وتوخى البيت الأبيض الحذر في تأكيد إجراء إيران سلسلة ثانية من التجارب الصاروخية أعلنت عنها الخميس، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة توقف طهران عن أعمالها "الاستفزازية".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو "نريدهم أن يتوقفوا عن تخصيب اليورانيوم، نريدهم أن يوقفوا هذه الإجراءات التي تشكل أفعالا استفزازية ولا تؤدي إلا إلى المزيد من عزل الإيرانيين".
وقال المتحدث الأميركي "ليست لدي تأكيداتنا الخاصة -تأكيدات الحكومة الأميركية- عن حصول تجارب جديدة، ولكنهم أجروا تجارب في اليوم السابق". وأجاب الصحافيين الذين استغربوا الفترة الطويلة التي تستغرقها الولايات المتحدة لتأكيد ما إذا كانت إيران قد أقدمت على إطلاق صواريخ، بالقول "لقد رأينا أيضا على الإنترنت صورا تم التلاعب بها (…) لتجارب صاروخية".
" المتحدث باسم البيت الأبيض |
وكان المتحدث في كلامه ذلك يشير إلى تقارير صحفية أكد فيها خبراء أن إحدى الصور التي نشرتها إيران لتجارب إطلاق ناجحة لصواريخ أرض- أرض تم تعديلها والتلاعب بها لإضافة الصاروخ الرابع.
لكن مسؤولة في المخابرات الأميركية قالت إن إيران اختبرت إطلاق صاروخ، في ثاني تجربة من نوعها خلال يومين، وأضافت "كان هناك اختبار ثان، يبدو أنهم كانوا يجرون مناورة عسكرية محدودة مساء أمس محدودة جدا". وقالت مسؤولة المخابرات إن الولايات المتحدة لا تزال تحقق في تفاصيل تجربة الإطلاق الثانية.
وأثار إجراء إيران تجارب إطلاق صواريخ ردود فعل حادة ومتباينة في الولايات المتحدة وأنحاء العالم. وانضمت فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى انتقاد إيران. وتباينت ردود فعل المسؤولين الأميركيين حيال تلك التجارب.
وردا على سؤال عن التناقض الظاهر بين تصريحات رايس التي أعلنت تعزيز الإجراءات الأمنية الأميركية في الخليج وتلك التي أدلى بها الأربعاء وزير الدفاع روبرت غيتس، قال الناطق باسم البيت الأبيض إن غيتس "قالها، ليس هناك زيادة" في مخاطر المواجهة.
وفي رده الأربعاء على سؤال للصحافيين عما إذا كانت مخاطر مواجهة بين إيران والولايات المتحدة قد ازدادت بعد السلسلة الأولى من الصواريخ التي أطلقتها إيران ويبلغ مدى إحداها إسرائيل، أجاب غيتس "لا أعتقد". وقال فراتو "أعتقد أن غيتس كان دقيقا جدا".

وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية إيران الخميس من أن واشنطن عززت "وجودها الأمني" في منطقة الخليج ولن تتردد في الدفاع عن إسرائيل أو أي من حلفائها في المنطقة.
ولم يقدم فراتو التفاصيل بشأن الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة في المنطقة. ولم يعلق أيضا على السلسلة الجديدة من التجارب الإيرانية، مؤكدا انتظار تأكيد إجرائها بالفعل.
وفي السابق عرضت إسرائيل آخر طراز من طائرات التجسس التي تملكها، في خطوة اعتبرها مسؤولون إسرائيليون استعراضا للقوة وردا على المناورات العسكرية التي تجريها إيران في الخليج.