روسيا تدرس الرد على الدرع الأميركي التشيكي

أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن بلاده ستدرس خطوات انتقامية ردا على اتفاق الدرع الصاروخي الذي وقعته الولايات المتحدة والتشيك أمس الثلاثاء، ولكنه أشار إلى أن بلاده ستكمل محادثاتها مع واشنطن حول هذا الأمر الذي تعتبره تهديدا قرب حدودها.
وفي تصريحات له عقب مشاركته بجزيرة هوكايدو شمال اليابان حيث كان يحضر قمة زعماء مجموعة الثماني، قال مدفيديف "نحن مستاؤون بشدة من هذا الوضع" وأضاف "لن نتصرف بانفعال إزاء ذلك لكننا سنفكر في خطوات انتقامية" دون أن يحدد نوع الإجراءات الانتقامية التي قد تتخذها روسيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى ما أسماه محادثات فاترة لم تصل لنتائج مع الإدارة الأميركية حول موضوع الدرع الصاروخي.
جاءت تلك التصريحات بعد موقف أكثر حدة للخارجية التي قالت في بيان لها أمس "إذا بدأ النشر الفعلي لدرع دفاعي صاروخي إستراتيجي أميركي على مقربة من حدودنا، فسنضطر عندئذ للرد لا بالوسائل الدبلوماسية وإنما بوسائل عسكرية فنية".

خيبة أمل أميركية
من جانبها أعربت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم عن خيبة أملها من رد الفعل الروسي على الاتفاق مع براغ.
وقالت في مؤتمر صحفي بعد لقائها مع نظيرها البلغاري إيفايلو كالفين في صوفيا "يؤسفني أن أقول إن ذلك كان متوقعا رغم أنه مخيب للآمال" نظرا لجهود بذلتها مع وزير الدفاع روبرت غيتس لتهدئة مخاوف موسكو بشأن الدرع الصاروخية.
وكانت وزارة الدفاع هونت من رد فعل روسيا على نظام الدفاع الصاروخي، وقال المسؤول الإعلامي بالبنتاغون جيف موريل "يمكنني فقط أن أفترض أن العبارات الرنانة لقرع طبول الحرب التي صدرت عن روسيا تستهدف إثارة قلق الأوروبيين بشأن المشاركة في هذا النظام، لكن ذلك لن يفلح".
وبموجب النظام المقترح الذي يكلف 3.5 مليارات دولار سيتم استخدام أجهزة استشعار ورادار لاكتشاف أي صاروخ معاد في الجو، وتوجيه صاروخ اعتراضي رابض على الأرض لتدميره بدون استخدام متفجرات.
وتقول واشنطن إن الدرع سيدافع عنها وعن حلفائها الأوروبيين ضد هجمات صاروخية من خصم مثل إيران، ولكن موسكو اقترحت في المقابل إقامة درع مشترك مضاد للصواريخ بين روسيا والحلف الأطلسي، وهددت في المقابل بتوجيه صواريخها النووية إلى وسط أوروبا إذا نشر الدرع.
ويأتي توقيع الاتفاق مع التشيك، بعد أن فشلت الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق مماثل مع بولندا التي اشترطت الحصول على مليارات الدولارات لتحديث جيشها ودفاعاتها الجوية مقابل قبولها بنشر درع صاروخي على أرضها.