صعدة بين مواصلة الحرب الضروس وخيارات السلام

عبده عايش-صنعاء
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك الطاحنة للشهر الثاني على التوالي بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية في بعض مناطق صعدة شمالي اليمن، تتحدث شخصيات حزبية وسياسية وصحفية بصوت خافت عن ضرورة وقف الحرب وحل المشكلة بالطرق السلمية نظرا لنتائجها الكارثية.
ورغم أن الشرارة الأولى للحرب اشتعلت في يونيو/حزيران 2004، ومرت بعدة جولات من المعارك القاسية والمدمرة، فإن الكثيرين ما زالوا يجهلون أسباب انطلاق الرصاصة الأولى في هذه الحرب حسب ما ذهب إليه البرلماني الاشتراكي عيدروس النقيب.
وذكر النقيب الذي كان عضوا في إحدى لجان الوساطة لإنهاء الحرب, في ندوة عقدها أمس السبت بصنعاء (منتدى حوار), أن الأسباب الحقيقية لاندلاع الحرب غير معروفة حتى اللحظة، "فالسلطة تقول إن الحوثيين يريدون إعادة حكم الإمامة التي قضت عليها ثورة 26 سبتمبر 1962".
"
![]() |
واعتبر البرلماني المعارض أن حرب صعدة هي "حرب مجنونة وعبثية يستفيد منها تجار الحروب مما يحصلون عليه من نفقات وتجارة سلاح، والوقود هم أبناء اليمن من الطرفين" موضحا أن الحرب لن تجلب سوى المزيد من الهلاك والدمار وإعاقة التنمية.
وأكد أن الحل يكون بالمعالجة السياسية وقال إنه يوافق وزير الداخلية السابق اللواء رشاد العليمي حين ذكر أن "مشكلة صعدة هي مشكلة فكرية" وبذلك فإن مواجهة الفكر لا يمكن أن تكون بالمدفعية.
اقتراح الرئيس
وتحدث حسن محمد زيد رئيس حزب الحق عن تكليفه كعضو في وساطات سابقة، وذكر أنه عرضت عليهم ورقة مرسلة من رئاسة الجمهورية من خمس نقاط تضمنت التطبيق الفعلي لقرار العفو العام عن المتمردين، والتعويض عن الأضرار، وامتناع الحوثيين عن ترديد شعار "الموت لأميركا الموت لإسرائيل" الذي كانوا يهتفون به في المساجد.
ورأى زيد أنه يمكن وقف الحرب في أي لحظة إذا توفرت الإرادة السياسية خاصة أن المتمردين الحوثيين يؤكدون أن لا مطالب لهم سوى الدفاع عن أنفسهم إذا تم استهدافهم.
من جانبه قال مدير تحرير أسبوعية الشارع محمد حفظ الله عايش إن الجيش علق في مأزق حقيقي منذ اندلاع الحرب. وذكر أن الحرب لم تحقق أي هدف من أهدافها المعلنة رغم دخولها عامها الرابع.
انسحاب الجيش
وعن اتفاق الدوحة قال عايش إن إشكالية الاتفاق برزت عند مباشرة التنفيذ في البند السادس الذي ينص على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وهو البند الذي احتاج لوثيقة تفسيرية تنص على أن المقصود بإعادة الأوضاع هو انسحاب الجيش من القرى والمزارع.
ولاحظ أن واضعي اتفاق الدوحة لم يدركوا بديهية أساسية هي أن واقعا أنتجته حرب شرسة ومكلفة دامت أربع سنوات، هو واقع لا يمكن تغييره بسهولة اعتمادا على حسن النوايا وحدها.
وأكد مشرف منتدى حوار عبد الرشيد الفقيه أن كلفة الحرب في ازدياد مستمر على كافة المستويات، مشيرا إلى ضريبتها من الناحية الإنسانية, حيث خلفت مائة وعشرين ألف متضرر من النازحين والمشردين, ونحو عشرين ألف يتيم، وعشرة آلاف معاق، وتسعة آلاف أرملة، وستة آلاف أسرة فقدت عائلها، إلى جانب عدد كبير وغير معروف من القتلى في صفوف الجيش والمتمردين، فضلا عن الخسائر المادية الكبيرة.
