استياء باكستاني واسع من تهديدات كرزاي

r : Afghan President Hamid Karzai speaks at a news conference in Kabul June 15, 2008. Karzai threatened on Sunday to send troops into neighbouring Pakistan to kill

ميهوب خضر-إسلام آباد

لا تزال التهديدات التي أطلقها الأسبوع الماضي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمطاردة مسلحي طالبان داخل الأراضي الباكستانية تلقى استياءً بالغًا في الأوساط الباكستانية.

وكان كرزاي قد شن هجوما لاذعا على باكستان الأسبوع الماضي مهددا بأن قوات جيشه سوف تطارد مقاتلي بيت الله محسود زعيم طالبان في باكستان, دفاعا عن الأراضي الأفغانية. 

وإزاء هذه التهديدات حذر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني كابل من مغبة الإقدام على تجاوز الحدود. واستدعت الخارجية الباكستانية السفير الأفغاني في إسلام آباد فأبلغته استنكارها لتصريحات الرئيس كرزاي في حين أصدر البرلمان بيانا أدان فيه هذه التصريحات.

وأعادت هذه التهديدات إلى الواجهة تأزم العلاقات الباكستانية الأفغانية التي صارت على المحك. ويرى بعض المحللين والمراقبين أن كرزاي وجد في باكستان "كبش فداء" لصرف الأنظار عن فشل حكومته على الصعيد الأمني.

كبش فداء
وقال رئيس معهد الدراسات الإقليمية في إسلام آباد جمشيد أياز إن الرئيس كرزاي وجد في باكستان كبش فداء للهروب من الضغوط التي تلاحقه لا سيما عقب تفجير سجن قندهار على أيدي مسلحي حركة طالبان وفرار المئات من السجناء ومن مسلحي الحركة.

ويعتقد أياز في حديث أدلى به للجزيرة نت أن كرزاي لن يقدم على تنفيذ تهديده لأنه يعلم أن "التحالف ضد الإرهاب" ليس في مقدوره التحرك دون باكستان مشيرا إلى أن مشكلة طالبان أفغانية وليست باكستانية.

وجاء رد الإدارة الأميركية على تصريحات كرزاي على لسان الرئيس جورج بوش نفسه, مبديا تفهمه لما ورد على لسان الرئيس الأفغاني. لكنه دعا في المقابل إلى الحوار بين البلدين للخروج مما أسماه بساعة الاختبار.

وفي هذا الإطار يرى المحلل السياسي علي مهر أن الرئيس كرزاي أقدم على تهديده المباشر لباكستان بتشجيع أميركي. وأضاف للجزيرة نت أن العلاقات الباكستانية الأفغانية أمام مفترق طرق حاد لا سيما أن الحكومة المنتخبة في إسلام آباد اليوم لا تستطيع تقديم مستوى التعاون الذي كانت تقدمه حكومة الرئيس برويز مشرف في الحرب على ما يسمى بالإرهاب.

واختصرت صحيفة ذي نيشن الباكستانية الناطقة بالإنجليزية في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء, المشهد في رسم كرتوني جسد الرئيس بوش وهو يحمل بيده دمية على شكل الرئيس كرزاي تتحدث بما يريد.


كرزاي يصعد
الرئيس كرزاي لم يتراجع عن تصريحاته كما كان يتوقع الكثير من المراقبين, بل ذهب لاحقا إلى أبعد من ذلك عندما طالب باكستان بالاستعانة بقوات أجنبية لضبط الحدود ووقف عمليات تسلل مسلحي طالبان. وقال إن باكستان غير قادرة على فعل ذلك بنفسها مشيرا إلى أن أفغانستان تستعين بقوات الناتو.

ومن ناحيته قال جاويد حفيظ السفير الباكستاني السابق إن تصريحات الرئيس الأفغاني خروج عن الأطر الدبلوماسية, مشيرا إلى محدودية سلطات كرزاي التي لا تتعدى حدود كابل.

وقد اعتاد المسؤولون الأفغان منذ تولي الرئيس كرزاي زمام السلطة في كابل, لوم باكستان ومطالبتها بتقديم مزيد من الجهود لوقف عمليات تسلل طالبان عبر الحدود الأفغانية الباكستانية. لكنّ هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها الرئيس كرزاي باكستان بدخول أراضيها وملاحقة مسلحي طالبان باكستان هناك.

إعلان
المصدر: الجزيرة

إعلان