حزب الشعب يطالب بعزل مشرف ومحاكمته بتهمة الخيانة

طالب حزب الشعب الحاكم في باكستان بخلع الرئيس برويز مشرف ومحاكمته بتهمة الخيانة لانتهاكه الدستور، في الوقت الذي بدأ المحامون حشد أنصارهم للبدء في مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة، للمطالبة بإعادة القضاة المعزولين إلى عملهم.
فقد دعا فرحة الله بربر المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب -الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو– في تصريح صحفي الاثنين إلى خلع الرئيس مشرف من منصبه ومحاكمته بتهمة الخيانة.
وشدد بربر على تقديم مشرف للقضاء "بسبب انتهاكه الدستور"، مؤكدا أنه لا حل للمشاكل السياسية التي تعاني منها البلاد ما دام مشرف باقيا في سدة الحكم.
وتأتي تصريحات بربر بعد يومين من نفي الرئيس مشرف ما تردد من أنباء عن احتمال استقالته من منصبه، مع الإشارة إلى أن رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف -الشريك الحالي مع حزب الشعب في الائتلاف الحاكم- سبق أن طالب بمحاكمة مشرف بتهمة الخيانة.
وتزامنت تصريحات المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب مع تجمع آلاف المحامين في عدد من المدن الكبرى استعدادا لإطلاق "المسيرة الشعبية الطويلة" في إطار سلسلة من الاحتجاجات الرامية للضغط على الحكومة من أجل إعادة القضاة المعزولين.

المسيرة الطويلة
ونقلت وسائل الإعلام أن قافلة من 370 سيارة غادرت مدينة كويتا الاثنين بعد أن سار المحامون في مظاهرة داخل المدينة رددوا خلالها هتافات منددة بالرئيس مشرف.
كما تجمع آلاف من أنصار عدد من الأحزاب السياسية بهذه المناسبة ورددوا هتافات طالبت بتنحي الرئيس مشرف من منصبه، في الوقت الذي احتشدت فيه قوات الأمن دون تدخل منها.
وأوضح أمين سر نقابة المحامين في مدينة كراتشي أن قوافل أخرى من المحامين ستنطلق تباعا من مدن حيدر آباد، ونوابشاه وسوكور لتلتقي مع القوافل القادمة من كراتشي.
وقال اعتزاز إحسان أحد كبار قادة حركة المحامين الباكستانيين، إن رئيس المحكمة الدستورية العليا المعزول افتخار تشودري سيقوم بتحية المشاركين في المسيرة الطويلة لدى وصولها المدينة ويلقي كلمة وداعية قبل توجهها إلى مدينة لاهور الثلاثاء.
ومن المنتظر أن تصل الحشود إلى العاصمة إسلام آباد يوم الخميس المقبل لتنفذ اعتصاما مفتوحا أمام مقر البرلمان إلى أن تتم إعادة جميع القضاة المعزولين إلى مناصبهم، حسب ما أفاده سردار عصمة الله رئيس نقابة محامي المحكمة العليا في راولبندي.
يذكر أن مسألة إعادة القضاة المعزولين تعتبر واحدة من أهم النقاط الخلافية بين جناحي الائتلاف الحاكم حزب الشعب بزعامة علي آصف زرداري والرابطة الإسلامية (نواز شريف) بعد أن فشل الطرفان في التوصل لاتفاق فيما بينهما حول هذه القضية، مما دفع أنصار حزب نواز شريف للمشاركة في مسيرة الخميس المقبل.
يذكر أن نواز شريف لا يزال متمسكا بموقفه القائل بإمكانية إعادة القضاة المعزولين عبر قرار تنفيذي صادر عن رئيس الوزراء، في حين يسعى زرداري لربط عودة القضاة بحزمة من الإصلاحات الدستورية لا تؤثر على القضاء وحسب بل تضعف الرئاسة أيضا.