بولندا تشترط تحديث جيشها لإجازة الدرع الصاروخي الأميركي

طرحت بولندا شروطا إضافية للسماح للولايات المتحدة بنشر صواريخ على أراضيها في إطار مشروع الدرع الصاروخي المثير للجدل بالتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات بين البلدين في وارسو حول المشروع.
وقال وزير الخارجية البولندي ياروسلاف سيكورسكي الأربعاء إن على الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية إلى وارسو مقابل إقامة الدرع الأميركي المضاد للصواريخ على أراضي بلاده.
وأوضح الوزير في خطاب عن السياسة الخارجية ألقاه في البرلمان البولندي أن "هذا سيشكل امتحانا لشراكتنا".
ومعلوم أن المشروع الذي يثير قلق موسكو يتضمن إقامة رادارات على أراضي جمهورية التشيك وصواريخ على أراضي بولندا، وقد حظي بموافقة الأولى ويتوقع أن يوقعَ اتفاق بشأنه في الشهور المقبلة، في حين اشترطت وارسو لتمريره موافقة برلمانها عليه.
وأكد الوزير "مع قبولنا بحسن نية الحجج الأميركية حول الدفاع المضاد للصواريخ، نحن ننتظر أن تؤدي الولايات المتحدة وفقا لإعلان الرئيس جورج بوش دورا أكثر فاعلية في تحديث القوات المسلحة البولندية".
يشار إلى أن الولايات المتحدة تؤكد أن المشروع يهدف إلى حمايتها من الدول التي تسميها بالمارقة كإيران، في حين تعتبر روسيا القريبة من بولندا أن المشروع تهديد مباشر لأمنها.

وبولندا القلقة من المخاطر المحتملة لموافقتها على إقامة هذا المشروع تسعى إلى الحصول على ضمانات أمنية إضافية من واشنطن مع سلسلة مساعدات عسكرية لتحديث قواتها المسلحة ولا سيما أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ، مثل صواريخ باتريوت3.
تصريحات تاسك
وكان رئيس وزراء بولندا -التي كانت في السابق جزءا من حلف وارسو- دونالد تاسك حذر الثلاثاء من أن بلاده سترفض نشر عناصر من الدرع الصاروخي على أراضيها ما لم تقدم الولايات المتحدة لها عرضا محددا من التعويضات.
ولكن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة التسلح جون رود أعرب الثلاثاء في فيينا عن تفاؤله بفرص التوصل إلى اتفاق مع بولندا حول هذا المشروع.
في السياق ذاته قال المفاوض البولندي المكلف بالموضوع فيتولد فاشيكوفيكي في ختام محادثات مع نظيره الأميركي في وارسو إن أي اختراق لم يحصل في مفاوضات البلدين "لكننا قمنا بخطوة في الاتجاه الصحيح".
من جانبه قال المفاوض الأميركي ستيفن مول إن بلاده ترغب بشدة بنصب الصواريخ الاعتراضية في بولندا، لكن إذا قررت الحكومة البولندية لسبب ما أن ذلك ليس مريحا "فسنحترم ذلك القرار، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ملتزمان بذلك النظام وسيضطران بالتالي إلى البحث عن موقع آخر".

ضغط الكونغرس
بموازاة ذلك طالبت لجنة الدفاع والقوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي باقتطاع ثلث الموازنة التي طلبتها إدارة الرئيس جورج بوش لتمويل مشروع الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك إلى حين موافقة الدولتين على المشروع.
وسيبلغ حجم الاقتطاع الوارد في الاقتراح 232 مليون دولار من الموازنة الأصلية التي طلبتها الإدارة، مع العلم أن اللجنة صادقت الأسبوع الماضي على الموازنة المقدرة بـ712 مليون دولار.
وقالت النائبة عن الحزب الديمقراطي إلين توشر إن الاقتطاع المقترح هدفه إتاحة الفرصة لمزيد من التفكير بما إذا كان المشروع هو "الأداة المثلى للدفاع" عن الشعب الأميركي.