يمنيون: واشنطن تبالغ باتهام صنعاء بالتقصير بمكافحة الإرهاب

7/5/2008
عبده عايش-صنعاء
اتهم التقرير الأميركي السنوي عن ما يسمى بالإرهاب -والذي صدر في الثلاثين من الشهر الماضي- اليمن بالتقصير في مكافحة الإرهاب ووقف التمويل له رغم اعترافه بجهوده في هذا المجال، بينما اعتبر يمنيون أن الاتهامات الأميركية مبالغ فيها وأن التقرير كان ذا طابع سياسي ويهدف لتحقيق أجندة معينة.
ووزعت الخارجية الأميركية الاثنين الماضي، عبر سفارتها في صنعاء ترجمة عربية للجزء الخاص باليمن في ذلك التقرير.

أهم النكسات
فقد ذكر التقرير الأميركي أن أهم النكسات كان إعلان "أبو بصير ناصر الوحيشي" زعيماً جديداً لتنظيم القاعدة في اليمن في يونيو/حزيران الماضي، وذلك لعجز السلطات اليمنية عن القبض عليه مجدداً بعد فراره من سجن الأمن السياسي بصنعاء في فبراير/شباط 2006 أو قتله كما حصل مع الفارين الآخرين.
كما أشار التقرير إلى أن صنعاء ما تزال ترفض تسليم واشنطن المسؤول عن الهجوم على المدمرة الأميركية يو. إس. إٍس كول جمال بدوي إلى جانب جبر البنا والشيخ عبد المجيد الزنداني المطلوبين للولايات المتحدة الأميركية بتهمة الإرهاب.
ويؤكد التقرير أن اليمن استمر في عدم اتخاذ أي إجراء تجاه منع الزنداني من السفر أو تجميد أمواله تطبيقاً لالتزاماتها تجاه الأمم المتحدة، كما أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "استمر طوال العام بالتعبير عن التأييد الشعبي للزنداني وجامعة الإيمان التابعة له".
إعلان
مبالغة في ردة الفعل
ويرى الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية سعيد الجمحي في حديث للجزيرة نت، أن الأميركيين بالغوا في ردة فعلهم بما يتعلق بإعلان الوحيشي أنه تولى منصب الزعامة للقاعدة في اليمن لأن إعلانه ذاك لا يعني بالضرورة تنامي حجم القاعدة في البلاد.
ويشير الجمحي إلى أن ما كان يجب أن يلفت انتباه الأميركيين هو الهجمات التي استهدفت السفارة ومبنى سكنيا لموظفين بشركة نفطية، مؤكداً بذات الوقت نجاح الحكومة اليمنية بفرض فترة هدوء خلال السنوات الماضية على الساحة الداخلية، وتمكنها من إظهار سيطرتها على عناصر القاعدة ومنعهم من القيام بأي أعمال ضد المصالح الأميركية.
كما أشار الجمحي إلى جدية الحكومة اليمنية بالتعاون مع أميركا في مكافحة ما يسمى الإرهاب، وذلك حين قامت طائرة أميركية، بموافقة الحكومة اليمنية، باغتيال رجل القاعدة الأول في اليمن أبو علي الحارثي في نوفمبر/شباط 2002 في صحراء مأرب.

أجندة سياسية
من ناحية أخرى أوضح المدير العام لمنظمة "هود" للدفاع عن الحقوق والحريات المحامي خالد الآنسي أن الخارجية الأميركية تسعى في تقريرها عن الإرهاب لتحقيق أجندة سياسية، حيث تتفاوت حدة التقارير من وقت لآخر وتتأثر بطبيعة العلاقات بين أميركا والدول المستهدفة.
وأضاف الآنسي في حديث للجزيرة نت أن النظام في اليمن بالغ في تصوير قضية الإرهاب في البلاد، ووصل به الأمر إلى وصم بعض خصومه السياسيين بالإرهاب أثناء صراعه الانتخابي معهم، مؤكداً أن ما يستخدمه النظام اليمني الآن في إطار أجندة سياسية تستخدمه الولايات المتحدة ضد النظام نفسه.
المصدر : الجزيرة