ستة قتلى باحتجاجات معيشية بالعاصمة الصومالية

المتظاهرون غاضبون من التدهور المعيشي فى البلاد وجميعهم للجزيرة نت
العملة الصومالية فقدت نصف قيمتها أمام الدولار في بضعة أشهر (الجزيرة نت)
مهدي علي أحمد-مقديشو
 
قتل ستة بينهم طفلان وجرح 11 آخرون بنيران قوات حكومية اصطدمت مع آلاف تظاهروا في أحياء بمقديشو احتجاجا على الوضع الاقتصادي السيئ.
 
وأحرق المتظاهرون عجلات السيارات ورشقوا بالحجارة سيارات مدنية ومحلات تجارية في احتجاجات بدأت من أقصى جنوب العاصمة وامتدت إلى أحياء بينها ودن وهولوداق ودينيلي سوق بكارا, وشلت الحركة التجارية في 60% من أسواق مقديشو.
 

وارتفعت الأسعار في الأسابيع الأخيرة إلى أقصى مستوياتها منذ سقوط حكومة سياد بري في 1991 وفقدت العملة الصومالية قيمتها الحقيقية ورفض التجار استخدام النسخة القديمة التي فقدت فيها الثقة, حتى إنه لم تعد تعرف العملة التي يمكن استخدامها في المعاملات التجارية, في بلد ظل يفتقد لـ17 عاما إلى بنك مركزي يحمي العملة الوطنية.
 
عملة بلا ثقة

ويساوي دولار واحد 35000 شلن، أي أن العملة الصومالية فقدت نصف قيمتها خلال أشهر, وهو وضع غيّر أنماط معيشة الملايين.
 

المظاهرات شلت الحركة في 60% من أسواق مقديشو (الجزيرة نت)
المظاهرات شلت الحركة في 60% من أسواق مقديشو (الجزيرة نت)

البعض حمل التجار مسؤولية تدهور العملة, لكن رئيس أكبر سوق في الصومال علي طيري اتهم في تصريحات لـ"بي بي سي" الحكومة الصومالية التي "تتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة في تدهور قيمة العملة الوطنية وتمييز الناس لها لأنها أول من رفض النسخة القديمة".
 
المحاكم الإسلامية والتحالف من أجل تحرير الصومال حملا الحكومة المسؤولية أيضا.
 
يقول أحد المتظاهرين وهو أحمد محمود حسن للجزيرة نت وفي يده حجارة كبيرة يرشق بها المحلات التجارية إن "ما يجري مخطط سياسي لإبادة الفقراء".

 
حالة عصيان
يقول محمود حسن "القوات الإثيوبية والحكومة العميلة يريدون تركيع الشعب ويتهموننا بأننا مع المقاومة، لكننا نؤكد أن الأمر سيتحول إلى حالة عصيان مدني ضدها، وسيرى العالم الذي جعل المجرمين وزعماء الحرب السابقين حكومة علينا أننا قادرون على تغييرها".
 
الحكومة اعتبرت على لسان الناطق الرسمي باسم الشرطة عبد لله عمر إبراهيم شعشاع في تصريحات لإذاعة شبيلي المحلية المظاهرات أمرا متوقعا، وطالبت التجار بأن "يرحموا الفقراء ويبادروا إلى استخدام العملة الوطنية دون تمييز بين القديمة والحديثة".
 
مجلس قبائل الهويا قال على لسان رئيسه أحمد حسن حاد في تصريحات للجزيرة نت إن "ما يجري بداية ثورة شعبية ضد الحكومة".
 
وقال إن استخدام القوة وإطلاق القوات الحكومية النار عشوائيا على المتظاهرين "سيجعل سكان مقديشو يلجؤون إلى السلاح للتخلص من أي نظام دكتاتوري يريد إبادة شعبه تدريجيا وهو ما يحدث الآن".
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان