زيارة رايس بين إدارة الصراع وإضعاف الحقوق الفلسطينية

حاجز الـ17 الذي فتحته إسرائيل قبل أيام شمال نابلس- إسرائيل تدعي أنها تزيل حواجز أمام رايس وغيرها- الجزيرة نت
حاجز 17 شمال نابلس الذي أقيم قبل أيام بالتزامن مع بحث رايس إزالة الحواجز (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-الضفة الغربية
 
أبدى مسؤولون وخبراء فلسطينيون تشاؤمهم حيال تحقيق تقدم مهم لصالح الفلسطينيين في ظل الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
 
وأشار الخبراء إلى أن هذه الزيارة لا تأتي لاسترضاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد عودته من واشنطن الأسبوع الماضي، وإنما لإضفاء مزيد من التغطية الأميركية للممارسات الإسرائيلية من بناء للمستوطنات ومصادرة للأراضي.
 
وقال المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل إن زيارة رايس محاولة أخيرة من قبل الإدارة الأميركية لإحياء عملية المفاوضات المتعثرة وإحداث نقلة فيها، خاصة أن حضور رايس يسبق زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة.

الاسترضاء بعيد
واستبعد عوكل إمكانية تحقيق أي إنجاز للفلسطينيين عبر الزيارة، واصفا جهود الوزيرة الأميركية بأنها "جاءت لدفع عجلة المفاوضات لتحقيق إنجاز أميركي قبل نهاية ولاية بوش".

 


استبعد محللون أن تكون زيارة رايس بهدف استرضاء عباس (رويترز)استبعد محللون أن تكون زيارة رايس بهدف استرضاء عباس (رويترز)
استبعد محللون أن تكون زيارة رايس بهدف استرضاء عباس (رويترز)استبعد محللون أن تكون زيارة رايس بهدف استرضاء عباس (رويترز)

وقال المحلل في حديث للجزيرة نت إن عنوان التحرك الأميركي يأتي في "إطار تصور يشمل المنطقة ومصالح أميركا فيها من ملف إيران النووي والملف العراقي ولبنان وغيرها، مقابل استحقاقات تطلبها من الدول العربية المعتدلة من أجل مصالحها". وأضاف أن "الهدف ليس استرضاء أبو مازن بقدر ما هو محاولة تأخير إعلان فشل المفاوضات".

 
من ناحيته يخالف أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة القدس محمود محارب ذلك الرأي ويقول إن الإدارة الأميركية "لا تسعى لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، ولا تمارس أي نوع من الضغط على إسرائيل لقبول مبدأ الانسحاب الكامل إلى حدود 4 يونيو/ حزيران".
إعلان

أمر واقع

ويضيف أن البيت الأبيض يقبل "باستمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس"، كما أن الحكومة الأميركية "تسعى لإدارة أزمة وليس لإزالة الاحتلال" وبالتالي فإن "هذه الجولات لا تؤثر بشكل جدي في تقديم شيء على أرض الواقع".
 
ولفت إلى أن إسرائيل "تلعب على الوتر الأميركي"، فهي تشن هجومين: احدهما بمصادرة الأراضي والاستيطان، والثاني بحصار قطاع غزة والضفة وضرب الحركة الوطنية برمتها.
 
وتوقع محارب أن إسرائيل ستخلق أمرا واقعا خلال عقد من الزمن، وأن على الفلسطينيين تغيير مواقفهم بما يتلاءم مع سياستها، ومن يخالف يصبح متطرفا وغير مقبول حسب توصيفات تل أبيب.
 
وأضاف أن الهدف المركزي للسياسة الأميركية والإسرائيلية هو إحداث تآكل في الموقف السياسي الفلسطيني وصولا إلى قبول المستوطنات واستبعاد القضايا المركزية مثل اللاجئين والحدود الأصلية.


رايس تجمع طرفي الصراع بينما تتهمها أصوات فلسطينية بمسؤولية تعطيل التسوية (الفرنسية)رايس تجمع طرفي الصراع بينما تتهمها أصوات فلسطينية بمسؤولية تعطيل التسوية (الفرنسية)
رايس تجمع طرفي الصراع بينما تتهمها أصوات فلسطينية بمسؤولية تعطيل التسوية (الفرنسية)رايس تجمع طرفي الصراع بينما تتهمها أصوات فلسطينية بمسؤولية تعطيل التسوية (الفرنسية)

تجميل إسرائيل
من ناحيته حمّل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد الإدارة الأميركية مسؤولية "انسداد آفاق التسوية السياسية"، داعيا رايس إلى التوقف عن محاولات تجميل الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي والاكتفاء بوعود تحسين ظروف حياة الفلسطينيين كرفع السواتر الترابية من مداخل بعض مدن وقرى الضفة الغربية باعتباره إنجازا يسجل في رصيد جولات رايس المكوكية.

 
وشدد خالد على أن الإدارة الأميركية تتحمل كامل المسؤولية بشأن تحول مفاوضات الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "ملهاة ومضيعة للوقت"، في ظل إصرار حكومة إسرائيل على مواصلة سياسة فرض الوقائع على الأرض من خلال تكثيف النشاطات الاستيطانية ومواصلة العمل ببناء جدار الفصل العنصري.
إعلان
 
يذكر أن وسائل الإعلام تداولت أخبارا عن حالة غضب لدى الرئيس عباس بعد عودته من واشنطن الأسبوع الماضي بسبب ما سمي عدم تجاوب الرئيس الأميركي معه حول مجريات المفاوضات ومسألة إعلان دولة فلسطينية نهاية العام 2008. وذكر أن بوش فضل الحديث بالعموميات دون التفاصيل.
المصدر : الجزيرة

إعلان