حسم أمني مرتقب يفاقم معاناة سكان مدينة الصدر

6/5/2008
فاضل مشعل-بغداد
في الجهة الشرقية من بغداد يعيش سكان مدينة الصدر أوضاعا معيشية وأمنية صعبة تتفاقم يوما بعد يوم في ظل الحصار الأمني المفروض منذ أربعين يوما على المدينة وترقب الأهالي مواجهة حاسمة في ظل تلميح السلطات المستمر لاقتحام المنطقة واعتقال من تصفهم الحكومة بالمجرمين.
ويصف الشيخ عبد الله أحد شيوخ عشائر مدينة الصدر للجزيرة نت التجوال داخل المدينة بأنه محفوف بالمخاطر لمن لا يعرف دهاليز وطرق الدخول والخروج منها.
ويشرح الشيخ عبد الله كيف أن وجهاء مدينة الصدر بينوا حجم معاناة السكان ونقص الغذاء والدواء للوفد البرلماني الذي زار المدينة قبل أسبوع.
وأوضح "أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أرقام غير معقولة، مثلا كيلو الطماطم وصل سعره إلى 4 آلاف دينار (نحو 3.5 دولارات)"، مشيرا إلى أن المخابز والأفران أغلقت أبوابها، كما تعذر وصول الاحتياجات الأخرى من وقود الطبخ إلى الطحين.
أما المستشفيات الرئيسية -وفق الشيخ عبد الله- فقد نفدت أدويتها وتعذر عليها تقديم العلاج للجرحى الذين لا يمكن نقلهم إلى المستشفيات وسط العاصمة.
قصص معاناة
ويروي أحد سكان مدينة الصدر ويدعى محسن سوادي (45 عاما) كيف يقطع 11 كلم من داره في قطاع 56 بمدينة الصدر إلى عمله بمحل تصليح الإطارات بمنطقة الكرادة كل يوم بعد أن فرضت القوات الأميركية والعراقية حظرا على حركة السيارات.

ورغم ذلك فإن سوادي لم يأبه بالتهديدات لاقتحام المدينة، ويواصل مشواره اليومي الذي يتكرر مساء، حيث يتحتم عليه اجتياز العديد من نقاط التفتيش.
ويقول للجزيرة نت "ماذا أعمل لدي زوجة وأم عجوز وأخت أكبر مني وستة أولاد، يحتاجون إلى مصرف يومي".
ويعاني حسين مريوش (34 عاما) مشكلة مشابهة ويروي كيف أنه يذهب مشيا على الأقدام من داره في قطاع 63 نحو دراجته التي يتركها عند صديق له في منطقة حي البنوك ومن هناك يذهب إلى عمله بالدراجة إلى سوق الشورجة وسط العاصمة.
حال محسن وحسين أفضل بكثير من حال كاظم مناتي -الذي يسكن في قطاع 70- وقد تهدمت داره في قصف للطائرات الأميركية وقتل ابنه الصغير في القصف، في حين يرقد آخر في المستشفى.
حال محسن وحسين أفضل بكثير من حال كاظم مناتي -الذي يسكن في قطاع 70- وقد تهدمت داره في قصف للطائرات الأميركية وقتل ابنه الصغير في القصف، في حين يرقد آخر في المستشفى.
ويقول للجزيرة نت "لا أعرف ماذا أفعل، لا أملك المال كي أعيد بناء منزلي، وكما ترى أعاني أنا وعائلتي العيش تحت المنزل المدمر ولا أدري كيف أحل مشكلتي ومن يتحمل مسؤولية ما جرى لي ولأمثالي؟".
ويلزم مؤيد محمد عبودي مدرس التاريخ في إحدى ثانويات المدينة داره ولا يخرج منها أبدا بعد أن توقف دوام الطلاب في ثانويته بفعل الحظر المفروض، مؤكدا أنه ليس للأهالي علاقة بمن تطلبه الحكومة.
مواجهة مرتقبة
لكن شقيقه مرتضى يخالفه الرأي، مشيرا إلى أن الدخول إلى مدينة الصدر ليس بالأمر السهل، وأن الكل يعد نفسه لمواجهة حاسمة مع القوات الأميركية "ولا شأن لنا بالقوات العراقية، إلا إذا وجهت أسلحتها نحو أبناء المدينة".

كلام مرتضى جاء وهو يتفحص صورا ممزقة ألصقت على الحيطان لرجال من سكان المدينة تطلب القوات الحكومية القبض عليهم.
وفي هذا السياق قال مصدر أمني للجزيرة نت -طلب عدم الكشف عن اسمه- إن القوات استكملت استعدادها للقيام بحملة القبض على المطلوبين في داخل مدينة الصدر، دون تعريض المدنيين للأذى.
المصدر : الجزيرة