الكواليس السياسية الإسرائيلية تستعد لاحتمال سقوط أولمرت

بدأت الطبقة السياسية الإسرائيلية استعداداتها لاحتمال استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت أو وقفه عن العمل على خلفية التحقيق الذي تجريه الشرطة بشأن تورطه بفضيحة جديدة، وسط تكهنات باحتمال الدعوة لانتخابات مبكرة تعيد حزب الليكود إلى السلطة.
فقد نقلت مصادر إعلامية عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تشكيكه في احتمال نجاة رئيس الوزراء أولمرت من الفضيحة الجديدة رغم تشديده على أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته.
جاء ذلك في تصريح لإحدى المحطات الإذاعية في إسرائيل نفى باراك فيه امتلاكه أي معلومات إضافية بخصوص التحقيق مع أولمرت، لكنه أعرب عن أمله في أن تكون الشكوك التي تحيط بهذا الأخير عارية عن الصحة وذلك لمصلحته أولا ولمصلحة الجميع، بحسب تعبيره.
بيد أن مصدرا مقربا من باراك أشار إلى أن الأخير يدرس خياراته في الوقت الحاضر لكن لا يزال الأمر غامضا بشأن تأييد حزب العمال فكرة اللجوء إلى انتخابات مبكرة بسبب مخاوفه من احتمال تسليم السلطة إلى حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو وتحديدا في هذه المدة التي تجري فيها المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
ولا يمكن لباراك السعي لتولي رئاسة الحكومة في الولاية التشريعية الحالية لأنه ليس نائبا في الكنيست وبالتالي فإن ترشحه لهذا المنصب يتطلب الدعوة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وفي هذا الإطار أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية انطلاق لعبة الكواليس السياسية تحسبا لاحتمال شغور منصب رئيس الوزراء وسط مؤشرات تدل على أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني-من حزب كاديما- هي الأوفر حظا لخلافة أولمرت.

وكان حزب شاس الديني المتطرف -الذي يحتل 12 مقعدا في الكنيست- أعلن استعداده للبقاء في الائتلاف الحكومي برئاسة ليفني شريطة احترامها الوضع القائم الذي يحكم العلاقات بين المتدينين والعلمانيين.
كذلك ذكرت مصادر إعلامية أخرى أن مسؤولين في حزب كاديما لا يرغبون في الانجرار في متاهات ما بعد استقالة أو وقف أولمرت عن العمل، وأن الحزب بدأ فعلا استعداداته لسيناريوهات مختلفة.
أما بالنسبة لزعيم المعارضة نتنياهو فقد عارض استمرار أولمرت في التفاوض مع الفلسطينيين في وقت يخضع فيه للتحقيق في فضيحة فساد، وهو ما رفضه أولمرت معتبرا أن كل ما يجري لا يتعدى "الشائعات الخبيثة والمؤذية".
في حين ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن المديرة السابقة لمكتب رئيس الوزراء شولا زاكين -التي فرضت عليها الإقامة الجبرية في منزلها منذ أسبوع- استجوبت للمرة الرابعة صباح الثلاثاء على خلفية ما يعتقد أنها اتهامات لأولمرت بتلقيه مبالغ مالية ضخمة من رجل أعمال أميركي لتمويل حملات انتخابية.