السودان يحتفي بسامي الحاج بمهرجان "عرس الحرية"

6/5/2008
أقيم في ميدان الحلة الجنوبية في العاصمة السودانية الخرطوم احتفال شعبي حاشد نظمته قناة الجزيرة بالتعاون مع منظمة العون المدني السودانية للاحتفال بإطلاق مصور القناة سامي الحاج من معتقل غوانتانامو.
وحضر مهرجان "عرس الحرية" مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس عمر حسن البشير ورئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني والمدير العام للشبكة وضاح خنفر وعدد من زملاء سامي الحاج الذين كانوا معه في مكتب كابل إبان الغزو الأميركي لأفغانستان.
وألقيت في الحفل كلمات خصصت كلها للترحيب بسامي الحاج والسودانيين الآخرين اللذين حرروا معه فجر الجمعة الماضي.
وبعد ذلك دعي سامي الحاج لإلقاء كلمته أمام الحشد الذي ضم أيضا عددا من وزراء الحكومة السودانية وجمعا غفيرا من ممثلي جمعيات المجتمع المدني والقوات المسلحة السودانية والشرطة.

ورافقت زغاريد النسوة سامي عندما اعتلى منبر المهرجان لإلقاء كلمته, ودمعت أعين الحضور أثناء استعراضه لسنوات الظلم والعذاب التي عاناها في المعتقل سيئ الصيت. وقال سامي إن سجانيه حاولوا خلال 2340 يوما ثنيه عن رسالته وعرضوه لشتى أنواع العذاب النفسي والبدني.
وأكد للجمهور أنه شاهد بعينه كيف قام الجنود في المعسكر بتمزيق القرآن الكريم وتدنيسه ودوسه بالأقدام والجلوس عليه. وهنا تعالت صيحات الغضب وهتف مئات الحضور "الله أكبر.. الله أكبر". وقال إن الجنود الأميركيين ضربوهم في أماكن حساسة من أجسامهم, ومارسوا معهم شتى أنواع الانتهاكات.
وأضاف أنه خضع لـ130 جلسة تحقيق, 95 منها عن مهنته في قناة الجزيرة. وقال إنهم طلبوا منه خيانة مهنته وتحويله إلى جاسوس, "لكنني اعتمدت على الله" في مقاومة هذه الضغوط.
الكلمة للجزيرة
بعد سامي, اعتلى المدير العام لشبكة الجزيرة المنبر، واستذكر شهيدي الكلمة الحرة طارق أيوب ورشيد والي، ولم ينس تيسير علوني الذي تحبسه الحكومة الإسبانية في بيته.
وقال وضاح خنفر إن مهنة الإعلام "لا تحمى إلا بالتفاف الناس حولها, فنحن الإعلاميين لا نستطيع أن نحمي أنفسنا إلا بالالتزام بمهنيتنا, ووقوفكم معنا شهادة نعتز بها, لن نخذلكم ولن نخدعكم, ولن ننقل لكم إلا الحقيقة مهما كلف الثمن, حتى لو كان غوانتانامو أو الموت".

آخر المسؤولين الذين تحدثوا في الحفل كان مستشار الرئيس السوداني الذي نقل للحضور تحيات الرئيس الذي يؤدي حاليا مناسك العمرة ونائبه سيلفاكير ميارديت الموجود حاليا في الجنوب للمشاركة بمراسم دفن قتلى الطائرة التي سقطت جنوبي السودان.
وشكر مصطفى عثمان إسماعيل جميع منظمات المجتمع المدني وحكومة قطر وسمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء حمد بن جاسم آل ثاني الذي قال إن مكتبه ظل يتابع مع السودان ملف سامي الحاج حتى حطت طائرته في الخرطوم. كما وجه تحية لشبكة الجزيرة وعلى رأسها رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام وكل منتسبيها.
وقال إسماعيل إن سامي الحاج وحد السودانيين دون استثناء, وأصبح رمز البطل الوطني الذي رفع الراية. وتعهد مستشار الرئيس بأنه لن يغمض له جفن "حتى يتحرر جميع السودانيين والمعتقلين الآخرين من غوانتانامو لأنهم أبرياء".
المصدر : الجزيرة