الاتفاق على استمرار الحوار بين الدلاي لاما وبكين

طالبت الصين الدلاي لاما الزعيم الروحي لشعب التبت بإبداء الجدية والإخلاص إذا أراد استمرار المفاوضات مع بكين، في الوقت الذي أعلن فيه موفدا الزعيم الروحي أن المحادثات التي أجرياها مع مسؤولين صينيين كانت إيجابية وأن الطرفين اتفقا على عقد لقاء ثان بينهما.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء أن محادثات بلاده مع الدلاي لاما جدية وستبقى كذلك إذا قوبلت من الطرف الآخر بنفس القدر من الجدية والإخلاص، وذلك في أول تعليق للحكومة على المحادثات التي أجراها مبعوثا الدلاي لاما مع مسؤولين صينيين.

وشدد المتحدث على أن هذه المحادثات ليست سوى البداية مؤكدا على صدقية الحكومة الصينية في تعاملها مع هذه المفاوضات، في إشارة واضحة إلى طموح الدلاي لاما إلى استقلال هضبة التبت عن الصين.
من جهة أخرى أفاد أحد مبعوثي الزعيم الروحي لهضبة التبت بأن المحادثات التي أجرياها في الصين حول مسألة التبت شكلت خطوة أولى إيجابية على صعيد التوصل إلى تسوية لهذه المسألة.
وقال لودي غياري في تصريح لوسائل الإعلام لدى وصوله مطار هونغ كونغ الثلاثاء أن الوفد أجرى محادثات صريحة مع القيادة الصينية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.
واكتفى غياري بالقول إن الطرفين اتفقا على عقد جولة ثانية من المباحثات لاحقا، مشددا على أنه سيتم إعلان بيان رسمي عن نتائج الجولة الأولى بعدما يسلم الوفد تقريره للدلاي لاما.
وكان موفدا الزعيم الروحي للتبت وصلا الثلاثاء إلى نيودلهي للقاء حكومة التبت في المنفى وإطلاعها على نتائج المباحثات التي عقداها مع مسؤولين صينيين في مدينة شينزن أمس الاثنين، في أول لقاء بين الجانبين منذ عام كامل.
وتأتي هذه المحادثات تلبية لضغوط المجتمع الدولي على بكين في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة وما رافقها من أعمال عنف في العاصمة التبتية لاسا، والاتهامات التي وجهت للقوى الأمنية الصينية بسبب طريقة تعاملها مع الاحتجاجات.
يشار إلى أن بكين تتهم الدلاي لاما بالتخطيط لفصل إقليم التبت عن الصين، وهو ما نفاه الزعيم الروحي الذي يتهم الحكومة الصينية بانتهاك حقوق الإنسان في الإقليم ويطالب بمنح سكانه قدرا أكبر من الحكم الذاتي في إطار السيادة الصينية عليه.