رايس تلتقي أولمرت وتثير الاستيطان والحواجز الإسرائيلية

التقت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في مكتبه بالقدس، مختتمة بذلك جولة في المنطقة تمحورت حول الحواجز والاستيطان الإسرائيلي في الضفة.
وكانت الوزيرة الأميركية التقت قبل ذلك نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني بالقدس وأعربت خلال مؤتمر صحفي معها عن تفاؤلها بإمكان توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية الرئيس جورج بوش عام 2009، مبدية إعجابها "بالجدية والعمق اللذين تتسم بهما المفاوضات".
كما حثت رايس المسؤولين الإسرائيليين الذين التقتهم وهم وزير الدفاع إيهود باراك بالإضافة إلى ليفني وأولمرت على تسهيل حياة الفلسطينيين بالضفة الغربية، ولكنها لم تتحدث عن التزام إسرائيلي محدد بهذا الشأن.
وكانت إسرائيل وعدت خلال زيارة رايس الأخيرة للمنطقة في مارس/ آذار الماضي بإزالة 61 حاجزا من الحواجز التي تقيمها بين مدن وبلدات وقرى الضفة. ولكن تقريرا للأمم المتحدة أظهر أن إسرائيل رفعت 44 حاجزا فقط غالبيتها لم يكن لها أهمية كبرى.
من جهتها ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن حاجزا بارزا على طريق يقع جنوب الخليل في الضفة الغربية سيرفع وستحل محله حواجز نقالة.
استيطان
أما بخصوص المفاوضات التي تتم بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بينهما، فقد دافعت رايس عن "سرية" المفاوضات مستبعدة بذلك إمكان نشر وثيقة تتضمن التقدم الذي أحرز.
من جهتها رفضت الوزيرة الإسرائيلية الانتقادات الموجّهة لحكومتها بسبب مواصلة الاستيطان بالضفة والقدس، زاعمة عدم وجود أي أنشطة استيطانية جديدة.
وقالت ليفني إن إسرائيل أوقفت مصادرة الأراضي الفلسطينية من أجل بناء المستوطنات أو توسيعها، مشيرة إلى أنها تدرك أن بعض الأنشطة الاستيطانية السابقة أثارت إحباطا وربما استياء لدى الجانب الفلسطيني وولّدت شعوراً بأن لدى حكومتها أجندة سرية بهذا الشأن.
كما شددت على عدم وجود مثل هذه الأجندة، من دون أن تلتزم علنا بوضع حد لسياسة الاستيطان كما تطالب اللجنة الرباعية بذلك.
وأصرت ليفني على أن المستوطنات لن تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق سلام، وعلى أن حكومتها تفي بالتزاماتها وفقا لخطة "خارطة الطريق" وبالتوصل إلى حل يسهم في إقامة دولة فلسطينية، بما يفضي إلى حماية أمن إسرائيل.
في هذا الإطار يلتقي اليوم أولمرت وعباس في القدس لمتابعة المفاوضات بين الطرفين للتوصل إلى تسوية سياسية على أساس خارطة الطريق.

لقاء مع عباس
وكانت رايس التقت قبل ذلك في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكدت أن التوصل إلى اتفاق سلام بالشرق الأوسط قبل حلول عام 2009 ما زال ممكنا رغم تشكك الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بواقعية هذا الهدف.
وقالت الوزيرة الأميركية إن الرئيس بوش "يؤمن بقوة أن الوقت قد حان لإنشاء دولة فلسطينية وستواصل بلادها الإيمان بأن هذا الهدف قابل للتحقيق". وأقرت في الوقت نفسه أن الاستيطان الإسرائيلي مشكلة تلبد أجواء الثقة بين الجانبين.
أما عباس فقال إن المفاوضات مع إسرائيل ستركز على قضايا الوضع النهائي وقضايا الحياة اليومية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن هناك مفاوضات يومية مع الطرف الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية العام 2008.
ودعا عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى التراجع عن السيطرة على غزة، مشيرا إلى أنه مستعد للانتخابات التشريعية في حال إجرائها.
موقف
من جهته اعتبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري في بيان أن "حديث رايس بأن الوقت قد حان لإقامة دولة فلسطينية، هو استمرار لسياسة التضليل ودغدغة العواطف".
وأضاف أبو زهري أن "تصريحات رايس تؤكد أن الدور الأميركي في المنطقة دور أمني بحت يهدف إلى تنسيق الجهود الإسرائيلية مع فريق رام الله لضرب قوى المقاومة".