العراق يتجنب اتهام إيران بالتدخل بشؤونه ويتحقق بالأدلة

نأى العراق بنفسه عن اتهامات أميركية لإيران بالتدخل في شؤونه الداخلية ودعم المليشيات الشيعية، وقال إنه لن يدفع إلى مواجهة مع جارته ويريد أن يجري بنفسه تحقيقا في الأدلة على ذلك. جاء ذلك بعد زيارة قام بها وفد حكومي إلى طهران لبحث هذه الاتهامات.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في مؤتمر صحفي في عاصمة بلاده إن "أي أدلة ملموسة على أن هذه المليشيات تحصل على أسلحة من إيران لم تتوفر بعد".
كما أشار إلى أن رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بتشكيل لجنة خاصة تتألف من ممثلي الوزارات الأمنية لتوثيق أي تدخل إيراني في الشأن العراقي من عدمه، موضحا أن الغاية من تشكيلها هي الوقوف على معلومات مؤكدة وليس معلومات مبنية على تخمينات من قبل أشخاص.
وأضاف الدباغ أن العراق "دفع باهظا ثمن التوترات السابقة مع إيران نتيجة تحريض الآخرين له في أن يتخذ موقفا عدائيا منها" مشيرا إلى أن بلاده تريد أن تنظم علاقاتها مع طهران ودول الجوار الأخرى بطريقة تحفظ مصالحها.
هذه التصريحات تأتي بعد يوم من عودة وفد برلماني من طهران حيث أجرى محادثات مع المسؤولين هناك وحصل على دعمهم لجهود حكومة بغداد في حربها ضد المليشيات، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.
وأفاد مسؤولون مقربون من الوفد الذي أرسل إلى طهران أنه واجه الإيرانيين بـ "أدلة موثقة عن تقديمهم الدعم للمليشيا الشيعية بما في ذلك استخدام منشآت تدريب داخل أراضيهم". ورفض الدباغ الخوض في تفاصيل الأجوبة التي حصل عليها الوفد العراقي.
سفارة مصرية
في هذه الأثناء أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن بلاده على اتصال مع حكومة المالكي لتأمين زيارة وفد أمني إلى بغداد يدرس إمكان إعادة فتح سفارة القاهرة في العاصمة العراقية.
وقال أبو الغيط في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إثر محادثات بينهما بالقاهرة، إن أي عائق لا يوجد من ناحية مصر فيما يخص إرسال هذا الوفد الأمني حال تحديد موعد لذلك من الجانب العراقي مشيرا إلى أن هذا الوفد سيكلف بدراسة الأمر على الأرض.
من جهته ذكر وزير خارجية البحرين أن الوجود في العراق "مهم للغاية" ولكن هناك خصوصية تتعلق بمصر والبحرين "فمصر تعرض سفيرها هناك إيهاب الشريف للاستشهاد، والبحرين تعرض سفيرها لمحاولة اغتيال نجا منها".
ودعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الشهر الماضي الدول العربية لإعادة فتح سفاراتها في بغداد وعلى دعم الحكومة العراقية. وأكدت السعودية أن سبب عدم فتح سفارتها هناك "يعود إلى عوامل أمنية لا سياسية".