مؤتمر فلسطينيي أوروبا يشدد على العودة والوحدة

خاص الجزيرة نت-كوبنهاغن
افتتح في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن -اليوم السبت- مؤتمر فلسطيني أوروبا بمشاركة عدة آلاف من أنحاء القارة الأوروبية ويأتي قبل أيام من الذكرى الستين للنكبة.
ويشدِّد المؤتمر السادس لفلسطينيي أوروبا على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، كما ينعقد في أجواء وصفها المشاركون بأنها وحدوية.
ويلتئم المؤتمر السادس تحت شعار "ستون عاماً وللعودة أقرب"، وتنظِّمه الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني والمنتدى الفلسطيني في الدانمارك، بالاشتراك مع عدد من المؤسسات الفلسطينية.

خطابان لهنية ورائد صلاح
وأعرب رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، في خطاب متلفز ألقاه في افتتاح المؤتمر، عن ثقته البالغة بأنّ الشعب الفلسطيني "لن يظلّ مشرّداً في المنافي والمخيمات"، وقال "يحدونا الأمل بأنّ الذكريات القادمة ستكون أفضل، لأنّ ذلك ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، ذلك ما تمسك به الآباء والأجداد".
وتابع هنية "نؤكد هنا تمسكنا بالثوابت، وبحق العودة إلى أرضنا وديارنا"، وقد قوبل ذلك بتصفيق الحاضرين. وقال هنية "بين الأمل القادم والألم الحاضر محطة الصمود والتمسك بالحقوق والثوابت".
أما الشيخ رائد صلاح -رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر ورئيس مؤسسة الأقصى- فقد خاطب جماهير فلسطينيي أوروبا بالقول "يا أهلنا، جئناكم ننقل إليكم تحية حب وشوق، من كل ذرة تراب، من الجليل، ومن المثلث، ومن الساحل، ومن القدس الشريف، ومن الضفة الصابرة، ومن قلعة غزة الصامدة".
وأضاف الشيخ رائد صلاح "يا أهلنا، بيوتكم في انتظاركم، مساجدكم في انتظاركم، كنائسكم في انتظاركم"، وشدّد قائلاً "لا عودة عن حق العودة"، كما ردّد ثلاثاً.
من جانبه أكد المدير العام لاتحاد الجمعيات العربية "اتجاه"، أمير مخول، وهو من قيادات فلسطينيي 48 البارزة، أنّه لا تنازل عن حق العودة، مندداً بالممارسات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وأعاد مخول إلى الأذهان أنّ القضية الفلسطينية لم تبدأ في سنة 1948، مؤكداً أهمية وضع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل سنة 1948 وقضية اللاجئين الفلسطينيين في صلب الاهتمام الوطني الفلسطيني.

العودة لب القضية
أما رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص فقال "إن حق العودة يختصر قضية فلسطين برمتها، أما إغفال هذا الحق أو تجاهله أو إنكاره في مشاريع التسوية التي تُطرَح لقضية فلسطين فأمر أقل ما يقال فيه إنه تنكّر لأبسط حقوق الإنسان، وخرق للقيم الإنسانية والحضارية في أبسط معانيها".
وجاء في خطاب وجهه الحص إلى مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس والذي لم يتمكن من حضوره بسبب وعكة صحية، "نحن نرى أنّ التمسك بحق العودة هو صنو الحرص على قضية فلسطين، باعتبارها قضية إنسانية وقضية وطنية على المستوى الفلسطيني وقضية قومية على المستوى العربي".
تمسك بالعودة
وتدفق على المؤتمر وفود فلسطينية جاءت من معظم بلدان أوروبا، وتميّزت وقائعه بمشاركة واسعة للمرأة والشباب.
وبدوره أكد الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، عادل عبد الله، أهمية انعقاد المؤتمر السادس لفلسطينيي أوروبا، بالنسبة للتمسك بالحقوق الفلسطينية والتعريف بها، معرباً عن ثقته في تمكّن الفلسطينيين من حقهم في العودة وتقرير المصير.
وقال المدير العام لمركز العودة الفلسطيني في لندن ماجد الزير،"ندعو كل الصهاينة على أرض فلسطين إلى أن يذهبوا إلى قبر بن غوريون، وأن يقولوا إنه كذب في نبوءته"، في إشارة إلى التصريح الشهير لأول رئيس وزراء إسرائيلي عندما قال "الجيل الأول (من الفلسطينيين بعد النكبة) يموت والجيل التالي ينسى".
ومضى الزير مخاطباً الأطراف الأوروبية التي رعت الاحتلال في فلسطين، بقوله "آن لميزان عدلكم المختل أن يُصحّح، آن لكم أن تعيدوا النظر في دعمكم" للجانب الإسرائيلي.
وختم الزير بالتحية لفلسطينيي العراق وللشتات الفلسطيني أينما كان، وقال "نحن بعد كل هذا أقرب إلى فلسطين".