عودة قضاة باكستان تضع زرداري وشريف أمام مفترق طرق

مهيوب خضر-إسلام آباد
أخفق نواز شريف -رئيس الوزراء الباكستاني السابق ورئيس الرابطة الإسلامية- بإقناع زعيم حزب الشعب آصف زرداري بالالتزام بموعد إعادة القضاة المعزولين وفق ما يقتضيه اتفاق وقعه الطرفان سابقا.
وعاد شريف من دبي ليعلن تأجيل موعد عودة القضاة 12 يوما فيما راح زرداري يتحدث عن تأجيل آخر متوقع مما يضع التحالف الحكومي أمام أول تحد يهدد وحدته.
هل أصبح نواز شريف يغرد وحده خارج السرب بخصوص عودة القضاة المعزولين؟ سؤال يطرح نفسه بقوة عقب فشل محادثات دبي بين رئيس حزب الشعب بالوكالة آصف علي زرداري ونواز شريف بإعادة القضاة عقب ثلاثين يوما من تشكيل الحكومة وهو الموعد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع بين الجانبين في التاسع من مارس/آذار الماضي.
انقضت المهلة الأولى لإعادة القضاة المعزولين وعلى رأسهم كبير القضاة افتخار تشودري في الثلاثين من أبريل/نيسان الماضي، ورغم أن شريف هرع إلى دبي للقاء زرداري وإنقاذ الموقف فإن الخلافات استمرت بين الزعيمين في هذه القضية بما حال دون عقدهما مؤتمرا صحفيا مشتركا كما كان مفترضا.
هذه الخلافات فتحت الباب على مصراعيه للحديث عن أسباب تراجع حزب الشعب عن التزاماته السابقة مع شريف حتى أن زرداري أوضح أن موعد الثاني عشر من مايو/أيار ليس مؤكدا وهو يعتمد على قرار اللجنة المشكلة لدراسة الأمر.
المحلل السياسي فخر الرحمن يرى أن موقف زرداري الجديد يأتي في إطار الاستجابة لضغوط أميركية لا تريد عودة كبير القضاة افتخار تشودري.
فالإدارة الأميركية -يقول فخر الرحمن للجزيرة نت- ترى في عودة تشودري تهديدا لبقاء الرئيس برويز مشرف في السلطة فضلا عن اتهامات أميركية موجهة لتشودري بإطلاق سراح من تصفهم واشنطن بالإرهابيين ممن ينتمون إلى المسجد الأحمر أو غيره.
ويعتقد فخر الرحمن أن الولايات المتحدة وعدت زرداري بمساعدات مالية لحل أزمات خانقة تعانيها البلاد مثل الطاقة والبطالة وارتفاع نسبة الفقر مقابل عدم المضي قدما مع شريف لإعادة القضاة المعزولين.
وأمام هذا المأزق سيجد نواز شريف نفسه مضطرا للانتظار عشرة أيام إضافية حتى يحدد حزب الشعب موقفه النهائي من أمر القضاة قبل أن يفكر في سحب وزرائه من الحكومة كما صرح بذلك عدد من قادة حزبه.
والخطوة الثانية ربما تكون الانسحاب من التحالف الحكومي برمته وهو الأمر الذي لم يستبعده المحلل فخر الرحمن، مشيرا إلى إمكانية تغير خارطة التحالف الحكومي في البلاد على خلفية أزمة القضاة.
وفيما كان نواز شريف طلب من مرشحي حزبه للانتخابات الأخيرة القسم على العمل من أجل عودة القضاة المعزولين وعلى رأسهم افتخار تشودري يرى زرداري أن توفير العمل والمسكن والطاقة للمواطن أمر أهم من عودة القضاة وهو ما صرح به عقب انتهاء مباحثاته الأخيرة مع شريف لفضائية باكستانية خاصة.
المحللة السياسية عروسة عالم ترى أن تصريح شريف بعودة القضاة لا يحمل جديدا وتشير للجزيرة نت إلى أن كل ما حدث في دبي هو تأجيل النظر في قرار عودة القضاة اثني عشر يوما لا أكثر.
وتوضح عالم أن عودة القضاة تتطلب تعديلا دستوريا وليس مجرد قرار برلماني كما ينادي بذلك شريف حيث سيسهل على الرئيس مشرف محاججته أمام المحكمة العليا.