رايس تصل إسرائيل وانتشار للأمن الفلسطيني في جنين

وصلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل في زيارة هي الخامسة عشرة خلال عامين سعيا لدفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتوجهت رايس فور وصولها إلى القدس الغربية حيث ستلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على عشاء عمل، وستكمل لقاءاتها الأحد بلقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وستلتقي الوزيرة الأميركية نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الحكومة الفلسطيني السابق أحمد قريع اللذين يترأسان الوفدين المكلفين بمفاوضات الحل النهائي التي تجري وقائعها بعيدا عن الصحافة بالقدس المحتلة.
وسبق وصول رايس تأكيد رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن أولمرت وعباس سيعقدان اجتماعا الاثنين المقبل، مضيفا أن النقطتين المطروحتين للنقاش هما مفاوضات الوضع النهائي وتطبيق خطة خارطة الطريق.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إسرائيلي أن وزيرة الخارجية الأميركية قد تكون مهتمة بالتوصل إلى وثيقة فلسطينية إسرائيلية تشير إلى حجم التقدم الذي تحقق في مفاوضات الطرفين.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن فرص التوصل إلى هذه الوثيقة ضئيلة مع "حرص الطرفين على سرية المفاوضات إلى حين التوصل إلى اتفاق على كافة القضايا".
وكانت رايس قد شاركت في اجتماع للجنة الرباعية الدولية والدول المانحة عقد في لندن بهدف بحث سبل إنعاش الاقتصاد الفلسطيني المنهار جراء الحصار وإجراءات التضييق الإسرائيلية.

وتتزامن زيارة الوزيرة الأميركية -التي تستمر يومين- مع مساع مصرية يبذلها رئيس جهاز المخابرات المصري الوزير عمر سليمان لعقد هدنة بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على أن يجري مدها لاحقا لتشمل الضفة الغربية.
انتشار فلسطيني
في هذه الأثناء نفذت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عملية نشر لـ600 من عناصرها بمحافظة جنين في الضفة الغربية بترتيب مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في إطار تعزيز سلطة الرئيس عباس.
وقال قائد قوات الأمن الوطني بالضفة اللواء ذياب العلي للصحفيين في جنين إن القوات الأمنية ستؤدي مهمتها بصرف النظر عما يفعله الإسرائيليون، إلى أن ينجح الفلسطينيون في إقامة دولتهم.
وأضاف العلي أن هذه القوات "ستنفذ تعليمات الرئيس محمود عباس من أجل خدمة المواطنين وحمايتهم وإنهاء ظاهرة الفلتان الأمني في المحافظة وصولا إلى إنهاء هذه الظاهرة في عموم الأراضي الفلسطينية.
وذكر مسؤول فلسطيني كبير أن الحملة ستغطي إجمالي خمسين قرية ومن المفترض أن تستمر ثلاثة شهور، وأضاف أن هذه القوات -وبعضها تلقى تدريبا بالأردن بموجب برنامج تموله واشنطن- ستستهدف المجرمين مثل لصوص السيارات، كما أنها تلقت أوامر بمصادرة الأسلحة المملوكة بشكل غير مشروع.
كما أكد مصدر آخر أن هذه القوات ستدخل إلى مخيم جنين الذي يُعد معقلا لفصائل المقاومة الفلسطينية.

وكان قد تم نشر مئات من قوات الأمن الفلسطيني مؤخرا بمدينتي نابلس وطولكرم شمال الضفة في سياق خطة أمنية للمنسق الأمني الأميركي كيت دايتون بالتعاون مع السلطة الفلسطينية وتل أبيب، لإعادة بناء الأجهزة الأمنية التي دمرتها إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
رد حماس
وتعليقا على هذه الخطوة قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم إن "نشر قوات الأمن الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية يجب أن يكون في إطار تطبيق القانون والحفاظ على أمن المواطن الفلسطيني وعدم المس بسلاح المقاومة وشرعيتها".
وأضاف برهوم في بيان صحفي أن "أي انتشار للأجهزة الأمنية بموجب الشق الأمني لخارطة الطريق كما هو حاصل في الضفة الغربية وتحت إشراف أميركي عبر فرايزر ودايتون اللذين يقرران سياسة الأجهزة الأمنية ويشرفان على أدائها، هو بمثابة حفظ أمن الاحتلال الإسرائيلي على حساب التوافقات الوطنية وأمن المواطن الفلسطيني".