إخوان الأردن يختارون قيادتهم ويرفضون "تصنيفهم"

اختار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن مكتبا تنفيذيا جديدا للجماعة بالتوافق، وبينما يرى قادة الجماعة أن التوافق جاء ردا على المراهنين على انشقاق في صفوف الجماعة، تؤكد مصادر مطلعة أن الحكومة الأردنية غير مرتاحة لاختيار همام سعيد قائدا للإخوان.
واختار مجلس شورى جماعة الإخوان مساء الخميس الدكتور عبد الحميد القضاة نائبا للمراقب العام، وكلا من جميل أبو بكر، ورحيل غرايبة، وممدوح المحيسن، وأحمد الكفاوين، وكاظم عايش، وزياد الميتاني، وسعادة سعادات، أعضاء للمكتب التنفيذي للجماعة، بعد يوم من انتخاب همام سعيد مراقبا عاما للجماعة.
كما أختار المجلس الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيسا لمجلس شورى الجماعة الذي يبلغ عدد أعضائه خمسين عضوا (45 انتخبتهم فروع الجماعة وخمسة أعضاء انتخبهم المجلس).
وحصل "تيار الحمائم" والمتحالفين معه من تيار الوسط -الذي رشح المراقب السابق سالم الفلاحات لولاية جديدة- على خمسة مقاعد في المكتب مقابل ثلاثة لتيار "الصقور والوسط" الذي رشح المراقب العام همام سعيد.
واعتبر الدكتور همام سعيد هذا الاختيار بمثابة رسالة على وحدة صف الجماعة والوفاق بين أبنائها، رافضا كافة التحليلات التي تحاول الترويج لقرب حدوث انشقاق في صفوفها.
وقال سعيد للجزيرة نت إنه لم يطرأ أي تغيير على سياسات الجماعة، وتابع "خطنا ثابت في كافة القضايا وهو خط الجماعة الذي يتبنى دفع البلاء عن الناس".
وأضاف "نحن نتبنى رفع المعاناة عن أبناء شعبنا، فنعمل على تخفيف آثار الفقر والبطالة والغلاء ورفض المعاهدات الجائرة التي أضاعت حقوق الأردن والأمة في فلسطين (..) ونحن مع المقاومة وحركات الجهاد ضد الاحتلال بكافة أشكالها في العراق وفلسطين".

وكان سعيد تولى منصب نائب المراقب العام للجماعة قبل سنوات، كما مثل الجماعة نائبا في البرلمان في الفترة من 1989 حتى 1993، وهو أستاذ في الشريعة الإسلامية عمل في حقل التدريس في الجامعات الأردنية.
رفض التصنيف
ورفض سعيد تصنيف الإخوان لمتشددين ومعتدلين، وقال إن الإخوان يختارون قيادتهم من خلال الشورى، وتابع "سنواصل الجهد لإرساء أسس السلم الاجتماعي في الأردن وتوحيد جهود المجتمع بعيدا عن النزاعات الإقليمية التي تحاول النيل منه وتمزيقه".
ويتفق المراقب السابق للإخوان سالم الفلاحات مع ما ذهب إليه سعيد من رفض اعتبار أن ما جرى سيؤدي لانشقاقات في صفوف الجماعة.
وقال للجزيرة نت "كنت أول من بايع المراقب الحالي على الطاعة. الجماعة قائمة على مؤسسية عالية راسخة منذ ستين عاما ورسمت خطوطا عامة لا يؤثر عليها نوعية الأشخاص القائمين على القيادة".
ورأى الفلاحات -الذي تولى منصب المراقب العام بين 2006و2008- أن الحديث عن انشقاق وشيك في صفوف الجماعة لا يعدو كونه "أمنيات في أذهان من يرددونها من أعداء الجماعة والأمة".
وطالب الفلاحات الحكومة الأردنية بتعديل مواقفها من الحركة الإسلامية ووقف الحملات ضدها.

انزعاج رسمي
وذكرت مصادر سياسية مطلعة للجزيرة نت أن الحكومة الأردنية وأجهزتها الأمنية "غير مرتاحة" لاختيار همام سعيد مراقبا عاما للجماعة.
وقال المحلل السياسي فهد الخيطان إن الحكومة تصنف سعيد على معسكر "المتشددين".
وقال للجزيرة نت "الحكومة تخشى من أن يحول سعيد جماعة الإخوان في الأردن لفرع لحركة حماس في فلسطين. وهناك من ينظر له باعتباره حماسيا أكثر من خالد مشعل".
غير أن الخيطان يرى أن اختيار همام سعيد هو "محصلة سياسات حكومية ضد الحركة الإسلامية منحت تيار التشدد الفرصة للتوسع أمام تيار الاعتدال في الجماعة".
وفيما يشير الفلاحات إلى أن الإخوان برمتهم مؤيدون لحماس و"جهادها المبارك في فلسطين"، يؤكد سعيد أن الإخوان سيستمرون في خطهم الإصلاحي العام، وبالمقابل يؤكد الخيطان أن الدولة في الأردن وأجهزتها الأمنية لا ترى اختلافا بينا بين تيارات الإخوان، وأن هناك اعتقادا بأن ما يجري لا يزيد عن كونه "تبادلا للأدوار بين المتشددين والمعتدلين".