الشورى الإيراني برئاسة لاريجاني أكثر تشددا بمواجهة الحكومة

فاطمة الصمادي-طهران
وقد حمل انتخاب لاريجاني أكثر من رسالة, في مقدمتها استشعار النواب الحاجة لإحداث تغيير يرضي قواعدهم ، وهو ما ينذر بعلاقة أقل تسامحا من الدورة السابقة بين المجلس والحكومة.
ورغم ذلك لا يتوقع المراقبون أن تؤثر خلافات لاريجاني القديمة مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حول الملف النووي على معارضة الحكومة، حيث ينتمي الرجلان في النهاية للتيار المحافظ نفسه.
في المقابل يذهب المحلل السياسي ما شاء الله شمس الواعظين إلى أن الطرفين سيتنازعان حول الكثير من القضايا الداخلية.
وفي هذا الصدد يقول شمس الواعظين للجزيرة نت إن انتخاب لاريجاني جاء لإيصال رسائل للداخل بشأن تفعيل دور البرلمان فيما يتعلق بالقضايا الداخلية المهمة وفي مقدمتها التضخم والغلاء غير المسبوق ومشكلة السكن التي ازدادت حدتها بشكل كبير.
وفي رأي شمس الواعظين أيضا فإن المجلس برئاسة لاريجاني سيلعب دورا أكثر تأثيرا من السابق في الحياة السياسية الإيرانية.
وفي الاتجاه ذاته يرى الدكتور صادق زيبا كلام أن انتخاب لاريجاني يعد دلالة واضحة على أن التيار المحافظ لم يكن راضيا عن سياسة "المماشاة والتساهل" السابقة.
ويتوقع زيبا أن تكون رئاسة لاريجاني "مختلفة وحازمة" خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والسياسة المالية.

رسائل للخارج
وفيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية, يتوقع شمس الواعظين أن يشهد المستقبل مرونة أكبر في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والغرب بشأن الملف النووي.
كما يرى أن تصريحات لاريجاني أمام مجلس الشورى موجهة للاستهلاك الداخلي ولإرضاء التيار المحافظ الذي دعم وصوله للرئاسة "أكثر من كونها سياسة ستعطي العلاقة صبغة راديكالية في المرحلة القادمة".
وكان لاريجاني قد حذر مما وصفه بسياسة الخداع في الموضوع النووي، وقال إن استمرارها سيضع حدا لتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة. كما دعا الغرب إلى الابتعاد عن "دبلوماسية التقاذف المرموزة ". وشدد على أن المجلس "لن يسمح باستمرار هذا الخداع".
ويشير شمس الواعظين إلى أن استقالة لاريجاني من منصب كبير مفاوضي النووي ترجع لخلاف حول اقتراح بوقف تخصيب اليورانيوم من باب إبراز حسن النوايا وليس رضوخا للشروط، حيث يعتقد لاريجاني أنه "لا ضير في ذلك ما دامت إيران قد امتلكت التكنولوجيا اللازمة".
ولا يتوقع شمس الواعظين في هذا الإطار أن تأتي المرحلة القادمة بالمعجزات, وإن أشارت الاحتمالات إلى ملامح دورة برلمانية تبشر بموقع جيد لإيران.