جدل يعقب سحب مسودة دستورية نشرت بالإعلام الليبي

مدينة طرابلس

عاصمة الجماهيرية الليبية طرابلس (الجزيرة)


خالد المهير-بنغازي
 
أدى سحب مسودة دستورية من وسائل إعلام ليبية ونفي الجهات الرسمية علاقتها بها، إلى جدل حول صحة تلك المسودة.
 
وقد تزامن نشر المسودة مع حملة واسعة بدأت قبل يومين بصحافة الغد المقربة من سيف الإسلام نجل الزعيم معمر القذافي، وإطلاق منابر سياسية في تلك الصحافة والجامعات لمناقشة قوانين العمل الأهلي والصحافة وإعادة هيكلة الدولة.
 
نفي رسمي
وفي اتصال خاص مع الجزيرة نت بالهاتف من العاصمة طرابلس، نفى عضو مركز الديمقراطية يوسف صوان صراحة علاقة المركز بالمسودة المنشورة.
 
وتحدث صوان بصفته مؤسسا بمركز الديمقراطية بغض النظرعن مسؤوليته بمؤسسة القذافي للتنمية، قائلا "بصفتي عضو مؤسس في مركز الديمقراطية، وأهتم بهذا النوع من القضايا، لم نقدم شيئا للنقاش العام، لأنه ليست لدينا تصورات جاهزة حالياً".

"
سحب المسودة يثير تساؤلات كونها وثيقة على درجة عالية من الأهمية، وأثارت جدلا ونقاشا لفترة طويلة سابقة بين مؤيد ومعارض ومتردد
عبد الله شامية
"

من جهته، اعتذر عز الدين اللواج رئيس تحرير صحيفة قورينا الصادرة من بنغازي والمقربة من سيف الإسلام عن التعليق على ما نشرته صحيفته قبل يومين بشأن إعلان حول فتح صحيفته باب النقاش حول مسودة الدستور في الجماهيرية.

 
كما نفى اللواج استلام مسودة حول الدستور الليبي، مشيراً إلى أنه شخصياً ليس لديه علم بصحة الوثيقة المنشورة من عدمها.
 
وقال في تصريح للجزيرة نت "سوف نناقش اعتباراً من اليوم في منبر قورينا السياسي قوانين الصحافة وقوانين أخرى، وحين تصلنا المسودة بشكل رسمي سوف ننشرها".
 
تأكيدات 
أما الناشط السياسي وسجين الرأي سابقاً إدريس المسماري فقد أكد اطلاعه على المسودة من خلال ما نشرته صحافة الغد، سواء في شكل أخبار أو إعلانات.
كما قال الأكاديمي وأحد أبرز السجناء السابقين لجماعة الإخوان المسلمين عبد الله شامية للجزيرة نت إنه اطلع على مسودة الدستور في موقع صحيفة الوطن الليبية المقربة من العقيد معمر القذافي.
 
واعتبر شامية أن سحب المسودة يثير تساؤلات كونها وثيقة على درجة عالية من الأهمية، وأثارت جدلا ونقاشا لفترة طويلة سابقة بين مؤيد ومعارض ومتردد.
 
وأضاف "من الأهمية ظهور وثيقة بطريقة متعارف عليها، ولكن طريقة نشرها أحدث نوعا من الخلل". وتساءل الرجل بقوله "من المسؤول عن تسريبها".
 
من جهته قال الكاتب في قورينا رمضان جربوع للجزيرة نت إن الوثيقة بها أخطاء في الطباعة والإملاء والنحو، مستبعدا بذلك أن يكون السحب تم بقرار سياسي.

الزعيم الليبي (الفرنسية-أرشيف)
الزعيم الليبي (الفرنسية-أرشيف)

مرحلة ما بعد القذافي


وبحسب المطلعين على المسودة فإنها تطرح ترتيبات مرحلة ما بعد العقيد معمر القذافي، حيث ذكرت المادة الرابعة أن القذافي الأب رمز وطني لا يتكرر.
 
واحتوت المسودة الأولى من نوعها منذ وصول القذافي إلى السلطة قبل 39 عاماً على أكثر من 165 مادة موزعة على ثمانية فصول تضمنت عملية الاقتراع السري داخل صناديق المؤتمرات الشعبية الأساسية، ومنح صلاحيات واسعة لمجلس القيادة الاجتماعية، وطرح قوانين تنظم حالة الطوارئ في البلاد، وإنشاء محكمة دستورية، وإلغاء المحاكم الاستثنائية.
 
يُشار إلى أن سيف الإسلام نجل القذافي وعد في أغسطس/ آب من العام الماضي بإصدار دستور في الجماهيرية، ويرجع تاريخ صدور أول دستور إلى عهد المملكة عام 1951.
المصدر : الجزيرة

إعلان