تركيا تثمن المفاوضات السورية الإسرائيلية في إسطنبول


قال وزير الخارجية التركي علي باباجان إن مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت في إسطنبول بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية كانت مرضية للطرفين، مؤكدا أنها ستستمر بصفة دورية.
وأوضح باباجان أن فلسفة المفاوضات الجارية قائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام، مضيفا أن "الطرفين راضيان لكون المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في إسطنبول سمحت بإيجاد أرضية تفاهم مشتركة".
شرط الانسحاب
ومن جهة أخرى تساءلت صحيفة "تايمز" السورية عن مدى جدية الإسرائيليين في تحقيق السلام مع دمشق، وقالت إن سوريا لن تقبل في هذا الإطار بشيء أقل من الانسحاب الإسرائيلي الكامل من هضبة الجولان.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها أن سوريا لها "نوايا حسنة" في هذه المفاوضات، لكنها "تشك في جدية إسرائيل" ولن تتنازل "تحت أي ظرف من الظروف" عن شرط الانسحاب الكامل من الجولان.
وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني طالبت سوريا بقطع علاقاتها مع حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ووضع مسافة بينها وبين إيران إذا أرادت التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
تجاذبات داخلية
ووصفت ليفني في حديث مع الصحفيين -قبل بدء اجتماع في تل أبيب مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنر- علاقات سوريا مع إيران بأنها "مثيرة للمشاكل" في إشارة إلى اتهامات إسرائيل المستمرة لطهران بأنها ترعى حزب الله وحماس.
ونقل مراسل الجزيرة في دمشق عبد الحميد توفيق عن مصدر سوري مطلع قوله إن تصريحات ليفني تأتي في إطار ما سماه "التجاذبات الداخلية" في إسرائيل.
وأضاف المصدر أن سوريا قرأت في تصريحات الوزيرة الإسرائيلية بعدين أساسيين، الأول أنها أرادت أن تبدو للرأي العام الإسرائيلي أنها أكثر تشددا من رئيس الوزراء إيهود أولمرت، والثاني أنها تبعث برسالة إلى الأوروبيين في شخص وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر مفادها أن على أوروبا ألا تتسرع في التقارب مع دمشق.

معارضة إسرائيلية
وفي السياق نفسه أشار استطلاع للرأي العام في إسرائيل أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن 52% من الإسرائيليين يعارضون انسحابا إسرائيليا من الجولان مقابل اتفاق سلام مع سوريا، في حين أبدى 29% موافقتهم على أن تتنازل إسرائيل عن جزء فقط من الجولان.
ولم يتجاوز الذين وافقوا على التنازل عن كل الجولان مقابل اتفاق سلام وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين نسبة 19%.
وكانت القناة الثانية الإسرائيلية قد تحدثت عن استطلاع أشار إلى أن 70% من الإسرائيليين يعارضون الانسحاب من الجولان، واعتبر 49% أن المفاوضات مع سوريا ما هي إلا وسيلة لصرف الأنظار عن التحقيقات الجارية مع أولمرت بتهم التورط في قضايا رشوة وفساد.
استعداد للتنازل
وكان أولمرت أعلن استعداد إسرائيل لتقديم "تنازلات" قائلا إن "المفاوضات لن تكون سهلة وقد تستمر وقتا طويلا وقد تتضمن في النهاية تنازلات صعبة".
ولم يحدد طبيعة التنازلات التي أشار إليها, لكنه رحب بعودة سوريا وإسرائيل "للحديث عن السلام بدلا من تبادل إطلاق النار، بعد ثماني سنوات من الجمود" في عملية السلام.
كما شدد على ما سماها المخاطر الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية مع سوريا ولبنان, مشيرا إلى أنها ارتفعت "في سنوات تعليق المفاوضات".