تحذيرات من محاولات أميركية وإسرائيلية لإجهاض اتفاق الدوحة

23/5/2008
محمود جمعه-القاهرة
حذر خبراء مصريون من محاولات أميركية وإسرائيلية لإجهاض اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين عندما يدخل مرحلة التنفيذ، لكنهم أبدوا ثقتهم بصمود الاتفاق أمام هذه المحاولات، كما أشادوا بالدور القطري في التوصل إليه وطالبوا الفرقاء بسرعة تنفيذه صونا لأمن واستقرار بلدهم.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري السابق الدكتور عبد الله الأشعل في هذا السياق "نخشى أن تضغط واشنطن وتل أبيب لتحدث مشاكل مثل تسمية رئيس الوزراء والحقائب الوزارية الـ11 للمعارضة أو الحديث مجددا عن سلاح المقاومة". وأضاف أن "الاتفاق الآن في عهدة القادة اللبنانيين أنفسهم وضميرهم الوطني".

واعتبر الأشعل أن كل طرف أخذ جزءا مما أراد بالشكل الذي يرضي القاسم الأكبر من مطالبه. وقال إنه "اتفاق عادل رغم أنه لا يعكس موازين القوة على الأرض والتي لا يمكن تضمينها في اتفاق يحكمه التوافق، لكن القادة اللبنانيين اختاروا الأصلح لبلدهم".
وأكد المسؤول السابق أن القادة اللبنانيين كانوا على قناعة بأن فشلهم في إبرام اتفاق بالدوحة يعني اشتعال الحرب الأهلية في لبنان قبل عودتهم إلى بيروت، إضافة إلى تخوف المولاة والمعارضة من أن ينفض العرب من حولهم إذا أصروا على مواقفهم المتشددة.
تأليب اللبنانيين
من جانبه اتفق مدير مركز يافا والباحث المتخصص في الشأن اللبناني الدكتور رفعت سيد أحمد مع الأشعل بشأن وجود مخاوف من محاولات أميركية وإسرائيلية لإجهاض الاتفاق وتأليب اللبنانيين على بعضهم بعضا.
من جانبه اتفق مدير مركز يافا والباحث المتخصص في الشأن اللبناني الدكتور رفعت سيد أحمد مع الأشعل بشأن وجود مخاوف من محاولات أميركية وإسرائيلية لإجهاض الاتفاق وتأليب اللبنانيين على بعضهم بعضا.
وقال إن "إسرائيل وأميركا لا تريدان استقرار لبنان وتسعيان لإسقاط حزب الله لأنه رمز للمقاومة، وبعدما فشلا في هزيمته عسكريا حاولا استدراجه إلى حرب أهلية، لكنهما فشلا في ذلك أيضا".

وناشد سيد أحمد القادة اللبنانيين "التنبه للمخططات الإسرائيلية والأميركية التي تعد لهم"، داعيا الموالاة إلى "الاقتناع بأن العمق العربي وليس التأييد الغربي هو مصدر قوتهم وقوة لبنان".
وأشار الباحث إلى أن ترحيب دمشق وطهران وتأييدهما لاتفاق اللبنانيين في الوقت الذي أبدت فيه القوى الغربية خاصة فرنسا والولايات المتحدة "ترحيبا على مضض"، يؤكد بجلاء "من الذي كان يريد الحل ومن الذي أراد تفجير الأوضاع في لبنان".
لا غالب ولا مغلوب
وأكد سيد أحمد للجزيرة نت أن اتفاق الدوحة جسد قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، وأنه "انتصر للشعب اللبناني وليس للموالاة أو المعارضة".
وأوضح أن الاتفاق "حول الفرقاء إلى شركاء في مصيرهم، وحملهم وحدهم مسؤولية لبنان وصون استقلاله"، خاصة أنه ألغى "العلاقة الصفرية" التي طالما اعتقد الموالاة والمعارضة بوجودها وأن أي اتفاق يجري بموجبها يعني أن ما يحققه طرف يخصم من الطرف الآخر.
الدور القطري
في سياق متصل، عزا الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور ضياء رشوان نجاح الدوحة في وساطتها إلى أن الحضور القطري في الملف اللبناني لم يكن وليد الأحداث الأخيرة وإنما سابق على هذا، وتجلى في الدعم الكبير لعملية إعادة إعمار الجنوب اللبناني عقب العدوان الإسرائيلي في يوليو/ تموز 2006.
في سياق متصل، عزا الباحث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية الدكتور ضياء رشوان نجاح الدوحة في وساطتها إلى أن الحضور القطري في الملف اللبناني لم يكن وليد الأحداث الأخيرة وإنما سابق على هذا، وتجلى في الدعم الكبير لعملية إعادة إعمار الجنوب اللبناني عقب العدوان الإسرائيلي في يوليو/ تموز 2006.

وأوضح للجزيرة نت أن قطر حافظت على مسافة متقاربة إلى حد كبير من أطراف الأزمة سواء اللبنانيين أو الأطراف الإقليمية المعنية بالأزمة.
وقال "قطر تحركت بحياد وصدق ولم تسع للاستعراض السياسي والبهرجة الإعلامية وبالتالي كانت قدرتها على التحرك وكانت لديها مصداقية لدى الجميع لتحقيق الاتفاق المطلوب".
وطالب رشوان الدول العربية بإكمال المهمة التي قادتها قطر والجامعة العربية برعاية اتفاق الدوحة وتبني موقف محايد من الفرقاء اللبنانيين وتقديم الدعم السياسي والمالي اللازمين لإعادة لبنان إلى موقعه المعروف على الخريطة العربية والإقليمية.
بدوره اعتبر الأشعل أن الدوحة تدخلت في مرحلة بالغة الخطورة كان لبنان فيها على شفا حرب أهلية، لكن قطر نجحت في وساطتها لإصرارها على تحقيق مصالحة لبنانية وليس مجرد جمع الفرقاء وتهيئة أجواء مناسبة لحوارهم.
المصدر : الجزيرة