استياء تايواني من منظمة الصحة العالمية

المناسبة والتاريخ مؤتمر صحفي 20/05/2008 للتعبير عن استياء تايوان من إفشال محاولة دخولها كمراقب في أعمال المؤتمر السنوي للصحة العالمية - من اليمين - رئيس مؤسسة المهنيين الطبية بتايوان شوفمين فو - سفير تايوان لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي بجنيف شين لوشون - وزير الصحة التايواني هوشينغ ماو

المسؤولون التايوانيون يوقولون أن هناك نية مبيتة ضد تايوان (الجزيرة نت)
 

تامر أبو العينين-جنيف
 
أعربت تايوان اليوم عن بالغ استيائها من شطب منظمة الصحة العالمية اقتراحا مدرجا في جدول أعمال مؤتمرها السنوي بدون تصويت الدول الأعضاء، يطالب بالسماح لتايوان بالحضور كمراقب لفعاليات المؤتمر السنوي للمنظمة المتواصلة في الفترة بين 19 و25 مايو/آيار الجاري، في حين بررت الصحة العالمية قرارها بأن "الصين تتحمل مسؤوليات القضايا الصحية المتعلقة بالجزيرة".
 
كما رأى سفير تايوان لدى مقر الأمم المتحدة الأوروبي بجنيف شين لوشون في حديث للجزيرة نت أن "عدم طرح الاقتراح التايواني بالحضور للاستفتاء على الأعضاء المشاركين في المؤتمر يعني أن النية كانت مبيتة لحسم الموضوع بالرفض فقط".
 
اتهامات للصين
في حين أعرب مراقبون عن ثقتهم بأن الصين تحركت بكثافة داخل أروقة منظمة الصحة العالمية، لضمان تأييد أكبر قدر ممكن من الأصوات القوية تعارض هذا القرار، حيث لم تحتج عليه علانية سوى غامبيا، إذ رأى مندوبها أمام الصحة العالمية أن هذا الرفض المستمر "سيضر بالحقوق الصحية لسكان تايوان وسيؤدي إلى فجوة في النظام الصحي العالمي".
 
وقد أكد وزير الصحة التايواني هوشينغ ماو للجزيرة نت على أهمية التعاون المباشر مع منظمة الصحة العالمية، لا سيما في مجال مواجهة جائحة إنفلوانزا الطيور، واتهم بكين بعدم نقل جميع المعلومات والرسائل والمعونات التي تبعث بها المنظمات الدولية إلى السلطات في تايوان عبر الصين.
 
لكن وزير الصحة الصيني تشن تشو شدد في كلمته أمام مؤتمر الصحة العالمية على ما وصفها "روابط بلاده بالجزيرة" وأكد أن هناك "إجراءات متبعة لضمان تلبية الحاجات الصحية والطبية لأخوة وأخوات الدم الصينيين في تايوان"، حسب قوله.
 
ونفى الوزير الصيني أن يكون هناك سوء معاملة أو تقصير في مجالات الصحة العامة والإرشاد بين سكان الجزيرة.
 
بينما اكتفت الولايات المتحدة بإصدار بيان أكد فيه وزير الصحة الأميركي ميشيل ليفيت دعم بلاده دائما لمنح تايوان وضع مراقب في المجلس.
 


رجل أمن يخرج مؤيدا لتايوان من قاعة المؤتمر (الجزيرة نت)
رجل أمن يخرج مؤيدا لتايوان من قاعة المؤتمر (الجزيرة نت)

محاولات متكررة


ويشار إلى أن تايوان حاولت إحدى عشرة مرة الحضور بصفة مراقب ولكن دون جدوى، وبرر رئيس مؤسسة المهنيين الطبية شوفمين فو هذا الرفض بأنه "لعدم وجود عدد كاف من الدولة الداعمة لمطالب تايوان"، ويعتقد أن هؤلاء الحلفاء لا يتجاوز عددهم 25 دولة معظمها من القارة الأفريقية أو منطقة البحر الكاريبي إلى جانب الولايات المتحدة.
 
في المقابل يعتقد مسؤول الاتصال التايواني مع الاتحاد الأوروبي يحيى موسى وانج أن هذه المواقف المتعنتة تجاه تايوان تدعو إلى تغيير إستراتيجية التعامل مع المنظمات الدولية، ويعول وانج على تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي والمجموعة العربية في المنظمات الدولية، لا سيما وأن عددا كبيرا من الدول يتفهم موقف تايوان وخلفيات المشكلة مع الصين.
 
في حين يرى السفير لو شون أن التعاطف والمساندة أثناء الأحاديث واللقاءات الثنائية على الصعيد الدبلوماسي يجب أن يتم ترجمتها عمليا في مثل تلك المواقف أمام منظمة الصحة العالمية مثلا.
 
وقد أعرب العديد من المنظمات غير الحكومية عن قلقه من قرار رئيس مؤتمر الصحة العالمية وسلبية الدول الأعضاء، كما ثار أحد أنصار تايوان احتجاجا على ما وصفها مزاعم بكين التزامها بالرعاية الصحية الكاملة لتايوان، ما دفع بالأمن إلى إخراجه عنوة من قاعة المؤتمر.
 
ويخشى العاملون في المجال الطبي بتايوان من حدوث كوارث طبيعية أو تفشي وباء أو انتشار مرض، فلا يمكن لأية مساعدات أن تصلهم مباشرة، بل بالضرورة عبر الصين، التي قد لا تتعامل مع الأمر بالسرعة اللازمة.
المصدر : الجزيرة

إعلان