اتفاق الدوحة يقرب بين الأطياف السياسية بلبنان

الاتفاق اعتبر بارقة أمل أنقذت لبنان من مخاطر تتهدده (الجزيرة)


نقولا طعمة–لبنان
 
استقبل اللبنانيون خبر اتفاق الدوحة بين الموالاة والمعارضة فجر الأربعاء بفرح وارتياح، بعد أن ساد جو من التشاؤم بعد ظهر الثلاثاء واعتقدت الغالبية أن الوفود عائدة إلى البلد بلا اتفاق.
 
الشارع اللبناني تنفّس الصعداء وصافح اللبناني جاره حتى لو اختلف معه في الرأي وقال له "مبروك.. أنقذتنا قطر". ومن جانب السياسيين، كان الجو أكثر تقاربا لكن مع استمرار الخلاف على وتيرة أقل اضطرابا.
 
نائب تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش قال للجزيرة نت "الاتفاق بارقة أمل لما فيها من عودة لبنان إلى المنطق الدستوري وإنهاء الفراغ الطويل الذي عاشته رئاسة الجمهورية، والأساس هو عدم الاحتكام في أي وقت لاحق إلى استخدام السلاح".
 
إيلي الفرزلي (الجزيرة-أرشيف)
إيلي الفرزلي (الجزيرة-أرشيف)
أما إيلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب السابق وعضو اللقاء الوطني المعارض برئاسة رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي، فقال إن "الشعب اللبناني برمته استقبل الاتفاق بفرح لأنه أنقذ البلد من مخاطر تتهدده".
 
ولخص الفرزلي هذه المخاطر في أمرين "الأول إمكانية أخذه إلى مواقع متقدمة من الصراع وصولا إلى ما أصطلح على تسميته بالعرقنة في ظل الاستنفارات المذهبية والطائفية الحادة، والثاني البلد هدد في وحدته وكانت هناك أفكار تراود البعض بإقامة دويلات على قياس خاص على وقع تسويات قد تتم في المنطقة".
 
وقال "كانت فرصة أتاحتها قطر للبنانيين، وأتبنى ما جاء على لسان الرئيس بري أنه إذا كان أول الغيث قطرة، فكيف إذا كانت قطر".
 
الربح والخسارة
في حسابات الربح والخسارة، أعرب علوش عن "إحساسه بأن بعض بنود الاتفاق حققت تقدما لقوى 8 آذار.. هناك تنازلات متبادلة أوصلتنا إلى هذا الاتفاق".
 
وشرح بقوله "تمكنت المعارضة من تصوير المشكلة بأنها لبنانية بحتة، وهذا مسعى الرئيس بري منذ عدة شهور لتخفيف الضغط عن النظام السوري، وأعتقد أنه نجح بذلك عبر التهديد بالدم اللبناني".
 
وأضاف "من ناحية الحكومة، لا أعتقد أن المعارضة ربحت، فقوى 14 آذار (الأكثرية) طالبت القيادات بتسوية للعودة إلى المسار الدستوري، وكانت المشكلة كيف نمنع استقالة الحكومة، وبما أن عمر الحكومة الآتية قصير فلا مشكلة في ذلك اليوم".
 
أما الفرزلي فقال "إذا كان الموضوع خاضعا للحسابات الضيقة أو الرقمية سنصل إلى رابح وخاسر، ولكن المنتصر هو الشعب اللبناني وكل شخص مؤمن بوحدة البلد وبعودته إلى دائرة السلام الحقيقي، ولا أريد أن أقرأ القراءات المتعلقة بالحسابات الرقمية".
 


 مصطفى علوش (الجزيرة-أرشيف) مصطفى علوش (الجزيرة-أرشيف)
 مصطفى علوش (الجزيرة-أرشيف) مصطفى علوش (الجزيرة-أرشيف)

سلاح المقاومة


وعن سلاح المقاومة الذي لم ينج من السجال، قال علوش "نجا حزب الله بفعلته بالدخول إلى الشارع دون أن يشهر به، ولكن لأول مرة أصبح ملف سلاح حزب الله مطروحا على طاولة البحث بشكل رسمي".
 
وأضاف "الفقرة المتعلقة بمعالجة سلاح المليشيات وبسط سيادة الدولة على كافة التراب اللبناني، تؤكد أن الإخوة العرب أدركوا مسألة ما يسمى بسلاح المقاومة، وهي مسألة خلافية سببت أذى على المستوى الداخلي خصوصا بعد توجيه السلاح إلى صدور اللبنانيين".
 
واعتبر أن "المسألة الهامة بالنسبة لنا هي إدراج سلاح حزب الله بأنه مشكلة والحصول على غطاء عربي بعدم استخدامه في الداخل".
 
لكن الفرزلي رأى أن سلاح المقاومة في موقع الرابح قائلا "لا أتصور إمكانية ربح للمقاومة إذا كان ظهرها مكشوفا، آن الأوان لحماية ظهر المقاومة والدخول في حوار إستراتيجي مشترك لتحديد الأصدقاء والأعداء، وبالتالي تحديد الدور الريادي للمقاومة في ظل ما يحاك للمنطقة".
المصدر : الجزيرة

إعلان