هدوء حذر في أبيي والجيش السوداني يفقد 22 جنديا

عاد الهدوء إلى مدينة أبيي بعد موجة اشتباكات عنيفة قال الجيش السوداني إنه فقد خلالها 22 من جنوده في القتال الذي اندلع مع الجيش الشعبي الذراع العسكري للحركة الشعبية لتحرير السودان فجر أمس الثلاثاء بالمدينة التي تقع جنوب السودان، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.
وأوضح مراسل الجزيرة أن ما ينذر باحتمال العودة إلى الاقتتال والعنف هو وجود توتر كبير هناك، مشيرا إلى أنه شاهد خلال مغادرته هو وطاقم الجزيرة للمدينة نيرانا كثيفة.
وقال المراسل إن عددا قليلا من المدنيين ظلوا في أبيي بينما نزح عنها أكثر من 50 ألف شخص وفقا لأرقام الأمم المتحدة والجيش السوداني. وقد أدى القتال إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحركة الشعبية.
وأشار المراسل إلى تردي الوضع الإنساني الذي يعيشه من تبقى من سكان أبيي داخل المدينة.
وكان قائد القوات الحكومية السودانية في أبيي العميد منتصر صابر أفاد في تصريح سابق أمس أن الجيش الشعبي شن هجوما كبيرا على المدينة بهدف الاستيلاء عليها، إلا أن الجيش السوداني تصدى له وتمكن بعد وصول التعزيزات من طرده خارج المدينة.
ووفقا للعميد صابر فإن القوات المهاجمة تكبدت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الضباط والجنود.
الأمم المتحدة
بدورها أشارت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في أبيي كريس جونسون الموجودة حاليا في الخرطوم، أنها تلقت تقارير تفيد بأنه لا توجد ضمانات بعدم احتمال تجدد القتال هناك رغم تراجع حدة القتال في المدينة الغنية بالنفط.

كما أشارت مصادر أممية إلى أن تفاقم الأوضاع الأمنية في أبيي من شأنه أن يقوض عملية السلام برمتها ويعيد البلاد إلى الحرب الأهلية التي دارت بين الشمال والجنوب على مدى سنوات طويلة.
ولفتت هذه المصادر إلى أنها تواصل اتصالاتها مع الطرفين المتحاربين، محذرة من أن استمرار الأوضاع على حالها سيضر بالجهود الدولية لإغاثة 50 ألف شخص نزحوا من المدينة الأسبوع الماضي.
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من احتمال وقوع هجوم معاكس على بلدة آغوك الواقعة على بعد 25 كلم جنوب مدينة أبيي، حيث تقوم فرق إغاثة تابعة للمنظمة الدولية بتوزيع المواد الغذائية على النازحين.
وفي هذا السياق أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى السودان أشرف قاضي عن قلقه العميق من تطورات الوضع في أبيي، وتحدث عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين بعد إفادات تناقلها موظفو الإغاثة في المنطقة عن قيام طائرات روسية الصنع من طراز "أنتونوف" بقصف موقع يبعد 4 كلم فقط عن مجمع للمساعدات الإنسانية.