بداية مبكرة للتنافس في انتخابات الرئاسة الإيرانية

فاطمة الصمادي-طهران
ما إن هدأت المنافسة بين التيارات السياسية الإيرانية بعد انتخابات مجلس الشورى حتى اشتعلت في مكان آخر، فقد بدأ التحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية التي تجرى السنة القادمة.
ويبدو أن وقائع مثل رسائل العتاب المتبادل بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وحليفه القديم رئيس مجلس الشورى حداد عادل، لا تدور بعيدا عن رحى المنافسة القادمة. كما يمكن قراءة النقد اللاذع لمهدي كروبي وحسن روحاني لسياسة نجاد ضمن السياق ذاته، أما الرئيس السابق محمد خاتمي فقد واجه حملة شرسة تضمنت جمع توقيعات ضده من نواب محافظين على خلفية تصريحات أدلى بها.
ويؤكد المحلل حجة الله جودكي أن المنافسة -وإن لم تبدأ بشكل رسمي- من الناحية الفعلية قد بدأت، مضيفا للجزيرة نت أن كثيرا مما يحدث على الساحة السياسة الإيرانية اليوم وثيق الارتباط بهذه المنافسة.
ويرى جودكي الذي سبق أن عمل في السلك الدبلوماسي أن الهجوم الذي تعرض له خاتمي يهدف بصورة أو بأخرى إلى وضع عراقيل أمام ترشحه للانتخابات القادمة، متوقعا أن يخوض الأخير المنافسة رغم تصريحه غير مرة بأنه لن يفعل.
ويعزو ذلك إلى ارتفاع شعبية خاتمي بين الناس "فهم يعرفون اليوم أنه لا يعد بما لا يستطيع الوفاء به"، و"ذلك مشروط بحرية الانتخابات ونزاهتها"، فقد يعدل خاتمي عن الترشح إذا ما حدثت مضايقات مشابهة لما تعرض له التيار الإصلاحي أثناء انتخابات مجلس الشورى.
ولم يفرز أي من التيارات السياسية مرشحين إلى الآن، إلا أن جودكي يتوقع أن يكون عدد المرشحين الإصلاحيين قليلا جدا إذا ما ترشح خاتمي.

المحافظون يوحدون صفوفهم
وإذا كانت لجان الانتخابات لم تشكل إلى الآن فإن التيار المحافظ عقد مؤخرا فعاليات بحثت سبل توحيد صفوفهم في الانتخابات الرئاسية. وكان حزب "مؤتلفة" قد أقام مؤخرا جلسة بحثية تهدف وفق رئيس الحزب محمد حبيبي إلى إيجاد خطة لرفع العوائق التي سيواجهها المحافظون في الدورة العاشرة من الانتخابات.
وفي الجلسة نفسها تحدث النائب أسد الله بادمجيان عن توظيف تجربة انتخابات مجلس الشورى لتحقيق النجاح في انتخابات الرئاسة. و كان المحافظون قد توصلوا في انتخابات المجلس إلى توافق يضمن تقسيما عدديا بين المرشحين المنضمين إلى الحزب، لكن هذه الصيغة لا تبدو صالحة لانتخابات الرئاسة.
وعلى الجبهة المقابلة كما يقول الإصلاحي ومدير مؤسسة باران مرتضى حاجي، فإن "الإصلاحيين لم يقوموا بعمل محدد في هذا السياق"، ويشير إلى أسماء متعددة يتم تداولها لكنه يعتبر حضور خاتمي أولوية بالنسبة للتيار. ويشير الناطق باسم الإصلاحيين عبد الله ناصري إلى أن رموز التيار عبروا عن دعمهم لهذا الترشيح. وأعلن رئيس لجنة الإصلاحيين الشباب محمد زارع فومني عن 40 جلسة تداول سيتم عقدها بشأن الموضوع مع أهل الفكر والإعلام.

نجاد لن يكون وحده
ومن الواضح أن المحافظين سيدعمون ترشح نجاد للدورة القادمة، لكن الإخفاق في المجال الاقتصادي ومشكلات أخرى صبغت فترة رئاسته لن تجعله المرشح الوحيد. ويتوقع بالتالي أن يدعم هؤلاء ترشيح نجاد إضافة إلى حداد عادل ومحافظ طهران محمد باقر قليباف.
ويتوقع عضو لجنة شورى حزب الاعتدال والتوسعة غلام علي دهقان حضور خمسة أقطاب في الانتخابات القادمة.
فالإصلاحيون المؤيدون لخاتمي سيدعمون ترشح محمد عارف إذا أصر الأول على الابتعاد عن المنافسة، والإصلاحيون التقليديون سيدفعون رئيس حزب "اعتماد ملي" مهدي كروبي، وهناك طيف سياسي -يشير دهقان إلى وسطيته واعتداله- سيدعم رئيس مركز الدراسات التابع لمجمع تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني.