أبيي على خط المواجهة من جديد

20/5/2008
عماد عبد الهادي-الخرطوم
يبدو أن الصراع في منطقة أبيي الغنية بالنفط لن ينتهي بالخلافات القائمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان حول تقرير الخبراء وترسيم الحدود أو حتى بين قبائل المسيرية العربية والدينكا الأفريقية عن أحقية أي منهما بالمنطقة.
فبينما اتجه المتصارعون الرئيسيون للتهدئة رغم تبادل الاتهامات بينهم، تشكلت مجموعة أخرى أطلقت على نفسها اسم "سوم" لتشن هجوما على الجيش الشعبي الذي اتهمها بموالاة القوات المسلحة (الجيش الحكومي).
وفي خطوة وصفت بأنها الأعنف منذ توقيع اتفاقية نيفاشا في العام 2005، أدت محاولة فض النزاع بين سوم والجيش الشعبي إلى اندلاع معارك بين القوات الحكومية والجيش الشعبي من جهة وسوم والجيش الشعبي من جهة أخرى.
لكن المشرف الإداري للحركة الشعبية بالمنطقة إدوارد لينو، الذي اتهم الجيش الحكومي بدعم المجموعة الجديدة، قال للصحفيين إن المواطنين بمنطقة أبيي طالبوا الرئيس عمر البشير بإدانة الهجوم "لأن هذه القوات المهاجمة تحت إمرته".
" محمد قور: هناك أياد خارجية تسعى لتأجيج الخلافات بين مكونات المنطقة " |
وفي المقابل هددت القوات المسلحة السودانية بمحاسبة المسؤول السياسي للحركة الشعبية بالمنطقة ومن يقف معه "إذا لم ينصاع لقرارات وقف إطلاق النار بالمنطقة".
وتعهدت على لسان الناطق الرسمي باسمها العميد عثمان محمد الأغبش بعدم الوقوف مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في منطقة أبيي، مشيرة إلى أن المنطقة وإلى حين ترسيم الحدود هي جزء من ولاية جنوب كردفان.
وفي هذه الأثناء طالب مراقبون سياسيون المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بمعالجة الأمر قبل استفحاله، داعين إلى ضرورة تنفيذ قرارات اللجنة العسكرية المشتركة.
فقد أكد عضو المجلس الوطني عن كتلة الحركة الشعبية ومنطقة أبيي محمد سليمان قور أن هناك أيادي خارجية تسعى لتأجيج الخلافات بين مكونات المنطقة.
وحذر في تعليق للجزيرة نت من وجود الأميركي روجر ونتر، الذي اختارته الحركة الشعبية مستشارا لها، في المنطقة. وأشار إلى وجود مواقف سابقة لونتر "مما يفرض علينا المطالبة بإبعاده عن المنطقة".
وقال قور إن الصراع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ممثلا في بعض قياداتهما "ربما يقود المنطقة إلى حافة الهاوية".
أما عبد الرسول النور الحاكم السابق لإقليم كردفان الذي يضم منطقة أبيي، فاتهم قيادات سياسية من الدينكا نوك في الحركة الشعبية بتنفيذ أجندة لضم أبيي لجنوب السودان "رغم علمهم بتبعيتها لجنوب كردفان".

وأشار إلى أن هذه القيادات تسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع مستغلة أحداث أم درمان من جهة ومؤتمر الحركة الشعبية من جهة أخرى دون الالتزام بأي قرارات للجان المشتركة.
وقال للجزيرة نت إن هناك أحداثا عكسية وقعت بهروب الدينكا إلى جنوب بحر العرب والابتعاد عن المنطقة، مؤكدا أن المسيرية لم يكونوا طرفا في المواجهات الأخيرة التي "وقعت بين الجيش الشعبي والمليشيات الجنوبية".
وتوقع أن تفتح المواجهات الأخيرة المجال أمام التسوية الحقيقية في المنطقة "خاصة بعد دخول مجموعات جديدة الصراع في الإقليم".
أما الأمم المتحدة فاعترفت بوجود نزوح جماعي للمواطنين من المنطقة، وقالت عبر تصريح صحفي للمنسقة الإنسانية للأمم المتحدة بالسودان أميرة حق إن رقم النازحين لم يحدد بعد لكنه يتراوح بين 30 و50 ألف مواطن.
المصدر : الجزيرة