دلالات تغيير اسم الحملة العسكرية على الموصل

أنور النوري-الموصل
بعد انطلاق الحملة العسكرية المشتركة للقوات الأميركية والعراقية يوم السبت الموافق العاشر من مايو/ أيار الجاري على مدينة الموصل والتي حملت اسم "زئير الأسد بصولة الحق"، قررت الحكومة العراقية الأربعاء الماضي تغيير اسمها إلى "أم الربيعين".
وترافقت العملية العسكرية مع حظر لتجول المشاة والسيارات ليرفع جزئيا بعد معاناة الناس من فقدان المتطلبات الأساسية.
وبعد أن خفف الحظر، شهدت المدينة -التي كانت أشبه بمدينة أشباح- ازدحاما مروريا لا مثيل له بحيث بات الانتقال من مكان إلى آخر يتطلب أكثر من ساعتين.
تغيير اضطراري
وعن تغيير اسم العملية من "زئير الأسد" إلى "أم الربيعين"، قال المنسق العام لتجمع الحدباء الوطني أثيل عبد العزيز النجيفي للجزيرة نت إن التهديدات بحرب على الموصل كانت تتعالى منذ أشهر وسط تصعيد إعلامي، ومعها تتصاعد مخاوف أهل المدينة والسمعة السيئة للواء الذئب عام 2004.
وشعر أهل الموصل أنهم سيقعون بين سندان شمالي ومطرقة جنوبية لا سيما أنهم يسمعون من إدارتهم المحلية تهويلا إعلاميا بشأن الوضع الأمني في المدينة يغطون فيه عجزهم الإداري والسياسي، على حد قوله.

وتابع النجيفي أنه بعد قدوم القوات العراقية إلى المكان وجدت نفسها في مدينة مسالمة تنشد الأمن والاستقرار مما عكس الصورة لدى حكومة بغداد، فتحولت العملية من "زئير الأسد" إلى "أم الربيعين" وتحول هدفها من ملاحقة عناصر القاعدة إلى ملاحقة "الخارجين عن القانون والمليشيات".
واتفق القاص والمسرحي ناهض الرمضاني مع النجيفي، مشيرا إلى أنه حين انطلقت الخطة الأمنية امتزجت مشاعر الخوف من تكرار مأساة لواء الذئب والمهزلة التي حصلت وقتها، مع الرعب الذي ساد وسمعة المدينة وسكانها التي لطختها الإجراءات اللاقانونية واللاإنسانية التي حدثت.
لكن تغيير اسم العملية كان له دور إيجابي في طمأنة السكان -بحسب الرمضاني- حيث اعتبروا أن الحكومة بدأت تفهمهم وتحاول العمل على كسبهم بدل استعدائهم أو تخويفهم.
وأكد أن ما يريده هو وأهالي المدينة أن تكون الحكومة كفؤة قادرة على حلّ الوضع والمشاكل المتأصلة، وأن تكون حكومة جميع الشعب العراقي ولكل العراقيين لا أن تكون حكومة حزب أو طائفة أو عرق، وحينها "سنكون كلنا معها، فكلنا عراقيون".
مشاركة النواب
أما الدكتور بشار إبراهيم نايف، وهو شاعر ومدرس، فاعتبر أن تغيير اسم العملية العسكرية من "زئير الأسد" إلى "أم الربيعين" شكل ملمحا مهما وبدا أنه محاولة جادة لحكومة نوري المالكي في كسب تأييد الناس.
يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه هذه الحكومة تتمتع ببعض المصداقية نتيجة إجراءاتها الأخيرة في فرض القانون على الجميع دون تمييز أو طائفية، بحيث بات المواطن الموصلي يشعر بالطمأنينة نتيجة سير العملية لحد الآن، على حد قول بشار.
وقد تعمق هذا الشعور بعدما رأى نوابه الذين انتخبهم يشرفون بأنفسهم على العملية حرصا منهم على سلامة المواطن وتجنب اتتهاك حقوقه.