جدل في بيروت على وقع الحوار اللبناني في الدوحة

19/5/2008
نقولا طعمة-بيروت
تشهد بيروت جدلا بين سياسييها يتناغم مع وقع التجاذبات السياسية التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة بين ممثلي الأكثرية والمعارضة في الحوار الذي يجمعهم منذ أيام.
وقد طرحت قطر مبادرة إنقاذية تشبه إلى حد بعيد مبادرة الجامعة العربية التي كان أمينها العام عمرو موسى حملها إلى لبنان وباءت بالفشل.
ونصت المبادرة القطرية الجديدة على انتخاب رئيس طالما الجميع متوافقون عليه، على أن يعقبه تشكيل حكومة انتقالية يتفق على تشكيلتها مسبقا. أما قانون الانتخاب فيبحث بعد هاتين النقطتين.
جدل بيروت
ويتهم رئيس تيار اليسار الديمقراطي النائب الموالي إلياس عطا الله المعارضة بإفشال "أي حل"، في حين يتهم عضو المكتب السياسي لتيار المردة المعارض وسام عيسى أركان السلطة بتغييب تمثيل صحيح للحياة السياسية ويقول إنهم "لا يريدون حلا".
وقال عطا الله في تصريح للجزيرة نت إن "منطق إضعاف الدولة ومنع بناء المؤسسات كان مخفيا في التعقيدات المستحيلة للمعارضة التي تريد لبنان مسرحا لدويلة ضمن الدولة، واستخدام السلاح بديلا من النهوض بالدولة والمؤسسات".
وفي المقابل يرى عيسى في حديثه للجزيرة نت أن السلطة راهنت على عوامل خارجية ودعم مختلف يسمح لها بالمضي بطريقها الخاطئ فلم تصل إلى نتيجة. ويصف حديث الأكثرية عن الحوادث الأمنية بأنه "استغلال مكشوف". ويضيف عضو المكتب السياسي لتيار المردة أن موقف المعارضة قبل الأحداث هو ذاته ويلخصه بالمشاركة و"التمثيل الصحيح".

المبادرة القطرية
ويجمع طرفا المعارضة والموالاة على أن المبادرة القطرية تحمل جديدا، فيقول عطا الله "إننا أمام معطى جديد في الكلام عن العودة إلى ما قبل احتلال حزب الله بيروت".
ويوضح رئيس تيار اليسار الديمقراطي أن "أي حلّ سياسي لا يقارب مشكلة السلاح غير قابل للحياة". ويفصح أن "هناك بندا في الورقة الأساسية المتفق عليها قبل التوجه إلى الدوحة يرفض تحقيق مكتسبات بقوة السلاح".
إعلان
ويضيف عطا الله أن "المعارضة تهدف إلى وضع اليد على السلطة بالسلاح إذا لم يتم لها ذلك بمقترحات سياسية كالثلث المعطل والتقسيمات الإدارية".
من جانبه يرى عيسى تطورا في المبادرة القطرية فهي "تلتزم بترابط نقاط الحل، والمعارضة تتمسك بورقة بيروت، ونجدد التأكيد أن لا حل دون قانون انتخاب واضح".
وأكد القيادي بتيار المردة المعارض أنه لا مانع مبدئيا من بحث مسألة سلاح المقاومة مع الدولة. وقال "حاليا لا نحاور بسلاح المقاومة مع سلطة غير شرعية، وننتظر أن تكون هناك دولة لنناقش الموضوع".
السلاح والمبادرة
وعن أفق التحولات المستقبلية، طالب عطا الله بما أسماه "حلا حقيقيا يخرج لبنان من المأزق"، وقال إن المسألة اللبنانية "أعقد من أن تحل بمسكنات ستشكل هدنا". وأضاف "لست واثقا من أن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة مشروطة تؤمّن حلا إذا لم نضع حدا لدور السلاح".
المصدر : الجزيرة