انطلق في ميدان الخليفة بمدينة أم درمان "معرض ملحمة الفداء" الذي يشتمل على الآليات الحربية التي استولت عليها قوات الأمن السودانية خلال الهجوم الذي شنته حركة العدل والمساواة على المدينة في العاشر من الشهر الجاري.
واحتوى المعرض أنواعا مختلفة من الأسلحة وكميات من الذخيرة وسيارات جهزت خصيصا لحمل المدافع والجنود وأخرى محطمة وصورا لضحايا من الجانبين، بجانب صور لأطفال أسرى.
أسلحة وذخائر (الجزيرة نت)
كما يحوي المعرض جناحا خاصا يتعلق بالوثائق والمتعلقات الشخصية وكذلك توثيقا للأحداث يوضح آثار الدمار على الممتلكات والأرواح. كما يضم مسرحا مفتوحا للأدباء والشعراء والفنانين حتى يساهموا في توثيق ما أطلق عليه هنا اسم "الملحمة"، ويستمر المعرض مدة أسبوعين.
وعلى الرغم من الحذر الشديد وما تفرضه القوات الحكومية من إجراءات فقد انفجرت السبت اليوم الثاني للمعرض قذيفة كاتيوشا مما أدى إلى إصابة ستة مواطنين بجروح.
صور الأطفال وفي ساحة المعرض الذي افتتحه الرئيس عمر البشير يرافقه وزراء الداخلية والدفاع ومدير جهاز الأمن والمخابرات وعدد من المسؤولين، تبدو صور الأطفال المعروضة على جنبات جدران المعرض هي اللافت الحقيقي لما يعتقد أنه تجنيد قسري لهم في النزاع القائم في إقليم دارفور.
إعلان
ويثير أمر هؤلاء الأطفال الذين يزيد عددهم عن ثمانين طفلا اهتمام جهات عديدة رغم ارتياحها لما أعلنته الحكومة من عزمها معاملتهم وفق القانون الدولي الإنساني.
فقد دعا حزب الأمة القومي الحكومة إلى مراعاة الوضعية القانونية للأطفال، وطالب رئيس الحزب الصادق المهدي في كلمة أمام عدد من أنصاره المسؤولين الحكوميين بالتدقيق في هوية المتهمين وأعمارهم "حتى لا يؤخذ الناس بجريرة غيرهم".
و
صور لأطفال أسرى (الجزيرة نت)
من جهته أعلن المفوض العام للعون الإنساني حسبو محمد عبد الرحمن أن لجنة مختصة باشرت عملها بعزل هؤلاء الأطفال لأجل تأهيلهم نفسيا واجتماعيا والحيلولة دون التأثير عليهم بأي شكل من الإشكال.
وتوقع في حديث للصحفيين ارتفاع عدد الأطفال المأسورين "خاصة أن عملية ملاحقة الفارين داخل وخارج العاصمة لا تزال مستمرة".
وأكد أن مفوضيته تنظر إلى الأطفال على أنهم ضحايا "للعملية التخريبية" مما يعني معاملتهم معاملة خاصة تضمن لهم حقوقهم وفق الأعراف والقوانين الدولية التي يعتبر السودان جزءا منها.
بينما نادت هيئة منظمات أخرى بجانب المجلس القومي السوداني للطفولة بمعالجة وضع الأطفال، ودعوا في الوقت ذاته جميع أطراف النزاع في الإقليم إلى الوقف الفوري لتجنيد الأطفال.