أفنيري: بوش وضع بيد إسرائيل عود الثقاب لإشعال المنطقة

r/U.S. President George W. Bush (L) laughs during a meeting with Israel's Prime Minister Ehud Olmert at the Prime Minister's Residence in Jerusalem May 14, 2008.

بوش جاء إلى إسرائيل ليشارك بالذكرى الستين لقيامها (رويترز)

وديع عواودة-حيفا

أكد رئيس كتلة السلام الإسرائيلية عضو الكنيست السابق الناشط أوري أفنيري أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد وضع في ختام "ولايته الكارثية" عيدان الثقاب الملتهبة بيد الحكومة الإسرائيلية كي تشعل برميل البارود في المنطقة.

وانتقد أفنيري رؤساء العالم الذين زاروا إسرائيل بدافع تملقها تلبية لدعوة الرئيس شمعون بيريز صاحب المنصب "الفارغ" من كل صلاحية والذي حاز عليه من باب "الشفقة" بعدما فشل في تحقيق فوز واحد في المعارك الانتخابية حتى اليوم.

وأشار في تصريح للجزيرة نت إلى أن زعماء الغرب الذين زاروا إسرائيل قبل أيام للاحتفال بـ"ستينية استقلالها" يجمعهم أفول شعبيتهم في بلادهم رغم تمتعهم بمكانة دولية عالية.

ضيف مزعج
وحمل على رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير، وقال إنه حاز على جائزة ترضية بعدما طرد من منصبه فأنيطت به مهمة الوساطة في صراع الشرق الأوسط.

فـ"بلير يفرط في عقد المؤتمرات الصحفية من أجل التبشير بإنجازاته عن تخفيف شروط حياة الفلسطينيين في الوقت الذي تتدهور فيه حالتهم على أرض الواقع في حين ترى فيه إسرائيل ضيفا مزعجا فترمي له الفتات بين الفينة والأخرى".

وينوه أفنيري إلى أن الزعماء الغربيين أغدقوا المديح على إسرائيل دون توجيه انتقاد واحد لها وكأن الاحتلال وعمليات الاستيطان والحصار والقتل اليومي غير موجودة وكأن إسرائيل دولة رائعة تنشد السلام مقابل رغبة "الإرهابيين" بقذفها للبحر.

رئيس كتلة السلام الإسرائيلية عضو الكنيست السابق الناشط أوري أفنيري (الجزيرة نت)
رئيس كتلة السلام الإسرائيلية عضو الكنيست السابق الناشط أوري أفنيري (الجزيرة نت)

حافة الهاوية
ويوضح أن أحدا من الزعماء المذكورين لم يبادر لتحذير إسرائيل من استمرار الوضع الراهن ولقول الحقيقة بأن ممارساتها الحالية من شأنها أن توقع كارثة على نفسها.

ويضيف "من له مثل هؤلاء الأصدقاء لا حاجة له للأعداء، فهل يكون صديقا من يرى صديقه يقف على حافة الهاوية فيقول له إلى الأمام؟".

كما حمل على الأثرياء اليهود في العالم ممن شاركوا في احتفالات إسرائيل وساهموا بتمويلها، وقال إن بعضهم قد أصاب الثراء بطرق قذرة عبر قاعات القمار وعمليات التهريب وغيرها من الطرق "المظلمة" وإن زيارتهم للبلاد تهدف للفوز بالجاه المفقود في بلدانهم ولجني الأرباح عبر الفساد.

وأشار إلى النفوذ الكبير لأولئك الأثرياء اليهود في العالم على السياسة والمواقف الإسرائيلية عبر تبنيهم سياسيين ينتمون عادة إلى معسكر اليمين.

ويرى أفنيري أن "أولمرت يشكل نموذجا جيدا لهذه الحالة، فبعد فوزه برئاسة الحكومة بدعم هؤلاء الأغنياء شن الحرب الكارثية على لبنان ولذا فقد شاركوا في قتل الجنود والمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين".

فاسدون ومفسدون
كما أن تبرعات أولئك تشكل "وقاحة كبيرة" كونهم يتدخلون في السياسة الداخلية لإسرائيل ويشجعونها على شن حروب يقتل بها إسرائيليون وليس أبناءهم، على حد قوله.

ويضيف "الوقاحة أن تتبرع بالملايين لإقامة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في مدينة القدس بهدف منع السلام وتكريس حالة حرب تهدد مستقبل إسرائيل لا مستقبلهم في نهاية المطاف".

وينوه الناشط الفاعل من أجل السلام مع الفلسطينيين منذ عقود، إلى أنه يحترم الأثرياء ممن يتبرعون لخدمة أغراض إنسانية كبناء مستشفيات ومدارس وأنه يحتقر من يحاول إملاء السياسات على الإسرائيليين بثروتهم.

ويلفت إلى أنه "ربما يحصل سياسيون في بلدان العالم على تبرعات خارجية لكنها تبقى هامشية، أما في إسرائيل فهذه ظاهرة مركزية".

ويعتبر أن "الظاهرة المرضية" تنبع من تعريف إسرائيل لذاتها كدولة اليهود ما يتيح للأثرياء "الوقحين" الظهور بمظهر اليهود المحسنين الساذجين الداعمين لدولة تنتمي لهم أيضا بدلا من حقيقتهم كأثرياء "فاسدين ومفسدين".

ويدعو أفنيري الأثرياء اليهود في العالم إلى عدم التدخل في شؤون إسرائيل قائلا إنها" ليست للبيع".

المصدر : الجزيرة

إعلان