ميانمار تنظم جولة للدبلوماسيين بمناطق الإعصار

نظمت السلطات العسكرية في ميانمار جولة للدبلوماسيين على المناطق التي دمرها الإعصار، وبينما تتواصل المفاوضات الفرنسية مع يانغون لتوصيل المزيد من المساعدات للمتضررين من الكارثة، رفضت المعارضة نتائج الاستفتاء الأخير على الدستور.
فقد أكد مصدر دبلوماسي غربي أن ممثلين في الهيئة الدبلوماسية غادروا السبت على متن مروحية عسكرية متوجهين إلى منطقة دلتا إيراوادي جنوب غرب ميانمار التي ضربها الإعصار نرجس في الثاني والثالث من مايو/ أيار الجاري.
بيد أن دبلوماسيا غربيا شكك في جدوى هذه الجولة على صعيد تقديم صورة حقيقية للوضع الإنساني في ميانمار، في إشارة واضحة إلى القيود التي ستفرضها السلطات العسكرية على جولة الوفد.
وكان المجلس العسكري الحاكم في ميانمار أعلن في بيان بثه التلفزيون الرسمي آخر حصيلة لعدد ضحايا الإعصار بواقع 78 ألف قتيل ونحو 65 ألف مفقود، علما بأن هذه الأرقام تعتبر أقل بكثير من الأرقام التي تحدثت عنها منظمات إنسانية لها وجود ميداني في المناطق المنكوبة.
وداهمت الأمطار الغزيرة المتضررين في منطقة دلتا إيراوادي -التي تعادل مساحتها مساحة النمسا- حيث تشير التقديرات إلى وجود 2.5 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية والطبية.
وفي ظل هذه الأوضاع، أوضحت فرق الإغاثة ومنها هيئات تابعة للأمم المتحدة أن كميات المساعدات التي تصل إلى هذه المنطقة لا تكفي الأعداد الهائلة من المواطنين، محذرة من أن استمرار الوضع على حاله قد يهدد حياة آلاف الأشخاص.

مساعدات فرنسية
وذكر البيان أن حاملة طائرات المروحية التابعة للبحرية الفرنسية (مسترال) تحمل مساعدات عاجلة تكفي لإطعام وعلاج 100 ألف شخص على مدى 15 يوما وإيواء 60 ألفا آخرين.
وكان السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جان موريس ريبير ذكر الجمعة في تصريح له أن سلطات ميانمار طلبت من الحكومة الفرنسية نقل هذه الشحنة جوا، معتبرا أن عناد السلطات العسكرية قد يؤدي إلى جريمة ضد الإنسانية.
في السياق يتوجه إلى ميانمار السبت أكثر من مائة طبيب قادمين من الدول المجاورة في جهود الإغاثة من الإعصار، بحسب ما أفاد مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي لوي ميشيل الذي اختتم السبت زيارة لميانمار.
كما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الأمم المتحدة في نيويورك ميشال مونتاس أن المنظمة الدولية تنتظر ما سيسفر عنه اجتماع وزاري يعقد الاثنين في سنغافورة بحضور ممثلين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وذلك لتحديد مكان "مؤتمر آخر للدول المانحة" وهوية المشاركين فيه، وذلك لمساعدة ميانمار على مواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وقال المتحدث باسم الرابطة الوطنية للديمقراطية نيان وين -والتي تتزعمها أونغ سان سو تشي– إن السلطات "أجبرت الناس على التصويت بنعم ولم تسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم في غرف معزولة".
وكان المجلس العسكري الحاكم في ميانمار أعلن الخميس أن أكثر من 92% من الناخبين عبروا عن تأييدهم للدستور الجديد، في الاستفتاء الذي أجري في معظم أنحاء البلاد باستثناء المناطق الجنوبية التي أرجئ فيها التصويت لوقت لاحق بسبب الإعصار.