إطلاق سراح السفير الباكستاني المختطف في أفغانستان

أكدت مصادر باكستانية الأنباء التي تحدثت عن إطلاق سراح السفير الباكستاني في أفغانستان والذي اختطف في منطقة القبائل على الحدود بين البلدين قبل ثلاثة أشهر.
ونقلت وسائل إعلام باكستانية السبت عن شقيق السفير الباكستاني في أفغانستان طارق عزيز الدين أن السلطات الرسمية أبلغت أسرة السفير بأنه تم إطلاق سراحه وأنه بحال جيدة وسيعود إلى البلاد في القريب العاجل.
وقال شقيق طاهر عزيز الدين إن الدبلوماسي الباكستاني المختطف عاد من مكان غير محدد في منطقة القبائل حيث أقامت السلطات الباكستانية قاعدة لها تمت فيها -على الأرجح- عملية التسليم، مشيرا إلى أن السلطات لم تبلغه بتفاصيل عملية إطلاق سراح شقيقه.
بيد أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصدر أمني باكستاني رفيع المستوى قوله إن قوى الأمن تسلمت السفير عزيز الدين من مجموعة تابعة لحركة طالبان الجمعة في موقع قريب من منطقة خيبر القبلية.

وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صديق هذه المعلومات في تصريح إعلامي السبت، لكنه رفض الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية تتصل بالعملية.
يشار إلى أن السفير الباكستاني اختفى يوم 11 فبراير/ شباط الماضي مع سائقه ومرافقه الأمني بينما كانوا في طريقهم إلى العاصمة كابل بعد مغادرتهم مدينة بيشاور في باكستان.
وفي التاسع عشر من أبريل/نيسان السابق ظهر السفير على شريط مصور قال فيه إن جماعة طالبان قامت باختطافه. وتزامن ذلك مع اعتقال السلطات الباكستانية الملا منصور داد الله -أحد قياديي طالبان- جنوب غرب إقليم بلوشستان القريب من الحدود الأفغانية.
مفاوضات
وألمحت مصادر إعلامية إلى احتمال أن تكون عملية إطلاق سراح السفير جاءت في إطار صفقة لتبادل السجناء بين الحكومة الباكستانية الجديدة والمجموعات المسلحة الناشطة في منطقة وزيرستان القبلية في الإقليم الخاضع للإدارة الفدرالية والمتاخم للحدود مع أفغانستان.
وذكرت هذه المصادر أن الطرفين باشرا في الأسبوع الجاري سلسلة من المفاوضات للإفراج عن ضابطين في الجيش الباكستاني مقابل عدد من سجناء الجماعات المسلحة.
وأضافت المصادر -نقلا عن مصدر حكومي- أن السلطات الباكستانية قامت الشهر الماضي، في إطار العملية التفاوضية، بإطلاق سراح 30 معتقلا لديها من رجال منطقة القبائل مقابل 55 جنديا باكستانيا كانوا محتجزين لدى الجماعات المسلحة.
وتأتي هذه المفاوضات في إطار التشجيع الغربي للحكومة الباكستانية الجديدة للتوصل إلى اتفاقية تمنع الجماعات المسلحة -التي يعتقد أنها موالية لحركة طالبان وتنظيم القاعدة- من استخدام الأراضي الباكستانية كقاعدة انطلاق لعملياتها في أفغانستان أو للتخطيط لشن عمليات "إرهابية" في أوروبا والولايات المتحدة.