ميانمار تنظم جولة للدبلوماسيين على المناطق المنكوبة

أعلنت مصادر دبلوماسية في ميانمار -بورما سابقا- أن المجلس العسكري الحاكم دعا الدبلوماسيين الأجانب إلى جولة على المناطق المنكوبة بالإعصار نرجس الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين وأسفر عن مقتل وفقدان أكثر من سبعين ألف شخص، وسط أنباء عن ظهور بعض حالات الكوليرا بين الناجين.
فقد أكدت المتحدثة الرسمية باسم السفارة البريطانية في العاصمة يانغون أن السلطات الرسمية أبلغت البعثات الأجنبية المعتمدة لديها عزمها على تنظيم جولة على المناطق التي ضربها الإعصار نرجس مطلع الشهر الجاري.
في الأثناء قال أحد الدبلوماسيين الغربيين في يانغون إنه من غير المتوقع أن تقدم السلطات العسكرية في ميانمار صورة حقيقة عن حجم الأضرار التي خلفها الإعصار، أو السماح للبعثات بالتجوال بحرية في المناطق المتضررة، لافتا إلى أنه سبق للسلطات أن نظمت جولة مشابهة الخميس فوق العاصمة يانغون، البعيدة عن منطقة الدلتا.
يشار إلى أن مصادر دبلوماسية أكدت تلقيها دعوة من المجلس العسكري الحاكم في ميانمار للانضمام إلى جولة بواسطة طائرات مروحية فوق المناطق المنكوبة دون أن تحدد وجهة التحليق.

وفي هذا الشأن أشارت مورين برمنغهام -القائمة بأعمال مندوب المنظمة في تايلند عن منطقة دلتا إيراوادي، التي تعتبر موطنا للكوليرا- إلى وجود بعض الإصابات المؤكدة بهذا المرض، موضحة أن العدد المكتشف حتى الآن من هذه الإصابات لا يدل على حالة وبائية ولا يزيد عن المعدل المتوسط الذي شهدته البلاد في هذا الموسم.
من جهة أخرى أفاد المفوض الأوروبي للتنمية لوي ميشال -الذي يقوم حاليا بزيارة ميانمار- بأن السلطات الرسمية هناك لم تسمح له بزيارة المنطقة الأكثر تضررا بالإعصار، وأنها لا تزال على موقفها الرافض لاستقبال فرق الإغاثة الأجنبية.
وقال ميشال في تصريح إعلامي قبل ساعات من انتهاء زيارته يانغون، إن السلطات المختصة لم ترد على طلبه بزيارة منطقة الدلتا في إيراوادي جنوب غرب ميانمار.
وكان المفوض الأوروبي وصل الأربعاء إلى يانغون في زيارة تهدف إلى إقناع المجلس العسكري الحاكم بفتح الباب أمام المساعدات الأجنبية لما يقدر بمليوني ناج من كارثة الإعصار.
وأوضح أن المسؤولين الذين التقاهم في يانغون أبلغوه بأنه ستتم دراسة الطلبات الخاصة بمنح مزيد من التأشيرات الإضافية لخبراء الإغاثة الأجانب.

مؤتمر المانحين
الجدير بالذكر أن السلطات العسكرية في يانغون أعلنت ترحيبها بشحنات الإغاثة لكنها رفضت التراجع أمام الضغوط الدولية بشأن السماح لفرق وخبراء الإغاثة الأجنبية بدخول المناطق المتضررة، وتعهدت بإيصال المساعدات إلى المتضررين بوسائلها الخاصة.
من جهة أخرى شهدت منطقة الدلتا في إيراوادي أمطارا غزيرة فاقمت من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الناجون من الإعصار نرجس، إذ تشير التقديرات إلى وجود أكثر من مليوني شخص بحاجة ماسة للطعام والمياه والمأوى والرعاية الطبية.
يذكر أن آخر الإحصائيات الرسمية -بخصوص حصيلة الضحايا بعد أسبوعين على وقوع الإعصار- ما زالت تتحدث عن أكثر من 43 ألف قتيل ونحو 82 ألف مفقود، في حين تقول الإحصائيات الصادرة عن بعض المنظمات الإنسانية بأن العدد يتجاوز الستين ألف قتيل على الأقل.