بوش يمنح إسرائيل شيكا على بياض لتهديد الأمن الإقليمي

عدي جوني-الجزيرة نت
ففي لغة تخلت عن الدبلوماسية لصالح التصريح الخالي من أي معان ملتبسة، قال بوش إن بلاده ستواصل دعمها لإسرائيل وإن المستقبل سيشهد زوال حركة حماس وحزب الله وتنظيم القاعدة، وشدد على أن إسرائيل لن تكون بمفردها في حال تعرضها لهجوم من إيران التي سيكون السماح بامتلاكها أسلحة نووية "خيانة لا تغتفر بحق الأجيال المقبلة".
بالمقابل خلا خطاب الرئيس الأميركي في الذكرى الستين لقيام إسرائيل من أي إشارة لمعاناة الفلسطينيين سوى جملة عابرة عن التوصل لتسوية سلمية مع الشعب الفلسطيني، بل طرح رؤياه لإسرائيل "دولة مزدهرة بعد ستين عاما آخر".

نشوة دينية
ولفت بشارة في حديث للجزيرة نت إلى أن الخطاب كان صريحا في إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل بناء على تفاهمات قائمة مسبقا بين واشنطن وتل أبيب تمنح الأخيرة الشرعية "الأميركية حصرا" للقيام بأعمال عدوانية وبالأشكال المناسبة لقدراتها وخاصة فيما يتعلق بإيران.
وتوقف بشارة عند هذه النقطة بالتنويه أن مسألة ضرب إيران تبقى مرهونة في قدرة إسرائيل على تنفيذ هذه الخطوة أولا، وحساباتها للرد الإيراني ثانيا، لكن ذلك لا يمنع من تجربة أشكال غير تقليدية مثل أعمال تخريبية داخل إيران وما شابه.

ظروف مناسبة
وأضاف الطيبي في حديث للجزيرة نت أن الجنرالات الإسرائيليين -"المتحمسين لرد اعتبارهم مما جرى في حرب 2006 ضد حزب الله اللبناني"- يمتلكون في مكاتبهم خططا مدروسة ومعدة سلفا لتوجيه ضربة لحزب الله أو حركة حماس، مشيرا إلى أن بوش وفي خطابه أمام الكنيست أثبت بأنه أكثر "ليكودية" من انصار حزب ليكود المتشدد.
يشار إلى أن الطيبي واثنين من النواب العرب في الكنيست قاطعوا خطاب بوش ورفعوا في القاعة التي ألقي فيها الخطاب صورا لضحايا من أفغانستان والعراق وفلسطين كتب عليها عبارة "بوش هو المسؤول".
وأشار في حديث للجزيرة أن إسرائيل لو كانت واثقة من تحقيق نصر سريع وحاسم على حزب الله أو حماس، لفعلت ذلك منذ فترة لأن ذلك لن يزعج واشنطن، موضحا أن إسرائيل تسعى حاليا لكسب الوقت استعدادا لجولة حاسمة -لا يمكن التنبؤ بتوقيتها في الوقت الراهن- في جنوب لبنان وقطاع غزة، أو ضد أي هدف آخر في الشرق الأوسط.