ندوة الإعلام تستدعي قضايا الصراع بمؤتمر حوار الأديان

من حوار الأديانالإعلام والعنف
بعض المشاركين طالبوا بتجاوز الحساسيات السياسية خصوصا ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي (الجزيرة نت)

حسين جلعاد-الدوحة

ألقت قضية الصراع العربي الإسرائيلي وعلاقة المسلمين بالغرب بظلالها على فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر الدوحة السادس لحوار الأديان وكانت ندوة الإعلام مثالا على ذلك, رغم كلمات لمشاركين طالبوا بتجنيب الحوار قضايا السياسة وهمومها.

وكانت التساؤلات واضحة عن الدفع بعدم اختصاص مثل هذا الحوار أو عن جدوى تلك الحوارات في ظل عالم تحكمه قوى غربية مسيطرة تدعو في العلن إلى احترام حقوق الإنسان لكنها تنتهك هي نفسها الشرائع الإنسانية في تعاملها مع دول وشعوب العالم كما في حالتي فلسطين والعراق.

وفي هذا الإطار قدم أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر محمد المسفر عرضا مؤثرا حين تساءل عن طبيعة الحوار المنشود ومدى صدقيته وهو يعرض في كلمته مشاهد تلفزيونية لجنود إسرائيليين وبريطانيين وهم ينتهكون حرمة الأبرياء في فلسطين والعراق. كما عرض نموذجا للعنف الذي يمارسه النظام الأميركي على أيدي رجال الشرطة ضد مواطنيه في الولايات المتحدة.

وانتقد المسفر في جلسة "الإعلام والعنف" دعوات الغرب وإسرائيل إلى احترام قيم الحرية فيما تنتهك سلطاتهما أبسط الحقوق الإنسانية، وقال "إنه حوار العنف واغتصاب الأرض والإنسان". واعتبر الأكاديمي القطري أن اتهامات الغرب للإعلام العربي بترويج العنف مبعثه أن الفضائيات العربية قدمت العنف المقاوم الموجه إلى الاحتلال.


"
آري ألكسندر:
أشعر بالعار بسبب ما تقوم به إسرائيل من ممارسات ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وقتل، تلك الممارسات لطخة عار في تاريخ اليهود
"

تجربة الجزيرة
واستعرض المسفر في هذا الصدد تجربة قناة الجزيرة, وقال إنها نالت من بين وسائل الإعلام العربية أغلب الاتهامات الأميركية والإسرائيلية "إلى درجة أن واشنطن حادثت شريكتها لندن باحتمال قصف مقر القناة بسبب عدم رضا البيت الأبيض عن سياستها الإخبارية".

وأوضح المسفر أن الخارجية الأميركية تقدمت بطلب رسمي إلى وزير خارجية قطر "لكبح جماح" القناة.

من جهته أعلن الباحث الأميركي ذي الأصل اليهودي آري ألكسندر أنه يشعر بالعار بسبب ما تقوم به إسرائيل من ممارسات ضد الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وقتل، وقال إن تلك الممارسات "لطخة عار في تاريخ اليهود"، وأعرب عن تضامنه مع الفلسطينيين المحاصرين، وأضاف "أشعر بألم الصامتين ورغبتهم في الحرية".

وأشار ألكسندر إلى أن منظمات يهودية أميركية أدانت الرسوم المسيئة للرسول الكريم عليه السلام، واستذكر بهذا الصدد تجربة اليهود الأوروبيين إبان عهد النازية الذين عانوا أيامها من رسوم أساءت إليهم واضطهدتهم.

من جهته قال المشارك الأميركي ريكلف ديلف إن أبشع أنواع التعذيب هو ما يمارسه المتدينون بواسطة الكلمات، وذلك في معرض الحديث عن أهمية دور الإعلام في العصر الراهن. وانتقد الإعلاميين الذي يتخذون من الحرب والصراعات مادة لعملهم.

تجاوز الحساسيات
في المقابل دعا بعض المشاركين أثناء جلسة النقاش إلى تجاوز الحساسيات السياسية خصوصا ما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد قال الحاخام اليهودي الفرنسي ميشيل سيرفاتي إن "الحوار بين الأديان لم يعد أولوية" وذلك لدى استعراضه تجربته في تأسيس الجمعية اليهودية الإسلامية مع رجال دين مسلمين.

وحث سيرفاتي على تجنيب الحوار الديني شواغل السياسة، ودعا للتركيز على إيجاد سبل للتقريب بين الشباب اليهودي والمسلم. وقال "فلنجمع شبابنا معا لكي نبني ما هو مشترك". وأضاف "لسنا مختصين في النزاع العربي الإسرائيلي, نحن رجال دين والنزاع من اختصاص رجال السياسة".

واختتم سيرفاتي باقتراح يشدد على "العيش المشترك والبحث عن إمكانية تشكيل آراء الأجيال القادمة".

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان